إِنِّيْ ﻷَغْبِطُ هَذَا الطَّيْرَ إِنْ طَارَا
فِيْ سِرْبِهِ يَرْتَقِيْ عُوْدَاً وَأَشْجَارَا
يَشْدُو عَلَى الغُصْنِ ﻻ يَخْشَى قَرَاصِنَةً
وَ ﻻ يَخَافُ مِنَ القَنَّاصِ أَوْتَارَا
وَ لَيْسَ يُؤْذَى بِدِيْنِ اللَّهِ مِنْ أَحَدٍ
وَ ﻻيُصَابُ بِسَهْمٍ الغَدْرِ إِنْ طَارَا
اللَّهُ سَلَّمَهُ مِنْ أَنْ يُرَى زَمَنَاً
مُكَشِّرَاً نَحْوَهُ نَابَا وَأَظْفَارَا
وَ لَيْسَ تَنْكُزُهُ أَفْعَى مُحَدَّدَةٌ
نِصَالُهَا أُسْعِطَتْ حِقْدَاً وَأَخْطَارَا
يُسَبِّحُ اللَّهَ فِيْ جَوَّ السَّمَاءِ كَمَا
يُسَّبِّحُ اللَّهَ أَهْلُ الذِّكْرِ أَسْحَارَا
يَدْعُو إِلَى اللَّهِ مَا دَامَتْ قَوَادِمُهُ
فِيْهِ وَ مَا دَامَ يُحْنِي الرَّأْسَ مِنْقَارَا
يَطِيْرُ فِي الجَوِّ أَنَّى شَاءَ مُعْتَمِدَاً
عَلَى اللَّطِيْفِ وَيُشْجِيْ القَلْبَ قِيْثَارَا
حِيْنَاً يَغِيْبُ عَنِ اﻷَنْظَارِ فِي ظُلَلٍ
مِنَ الغَمَامِ وَحِيْناً يَدْخُلُ الغَارَا
وَ يَقْبِضُ الرِّيْشَ مُنْصَبَاّ عَلَى صَبَبٍ
وَ يَبْسُطُ الرِّيْشَ فِي اﻷَجْوَاءِ مُخْتَارَا
إِذَا تَقَلَّبَ فِيْ جَوِّ السَّمَاءِ هَوَى
كَمَا هَوَى سَابِحٌ فِيْ اليَّمِّ أطْوَارَا
حُر ٌّطَلِيْقٌ يَبُثُّ الَّصَّبَّ حُرْقَتُهُ
وَاﻷَرْضُ فِيْهَا يَقِلُّ النَّاسُ أَحْرَارَا
لَمْ يُثْنِكَ الجَوُّ مَمْلوءاٌ قَرَاصِنَةً
مِنْ أَنْ تُغَنِّيْ وَأَرْضٌ تَقْذِفُ النَّارَا
لَمْ تَنْحَرِفْ كَالوَرَى عَمَّا خُلِقْتَ لَهُ
وَلَمْ يُلَوِّثْكَ هَذَا العَصْرُ أَفْكَارَا
صَوتُ الدُّفُوفِ مِنْ اﻷَعْشَاشِ يُطْرِبُنَا
وَلَيْسَ تُطْرِبُنَا القَيِّنَاتِ مِزْمَارَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق