أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 5 يناير 2016

شاهدة على الزواج.( قصة قصيرة ) .................. بقلم : كاظم مجبل الخطيب // العراق



لم ينقطع عماد عن زيارته الاسبوعية لأخيه وفاءً لهُ وللعام الخامس بعد ان شلّت قواه العقلية اثناء تفجير هائل لسيارة مفخخة،وهويجالس اخيه المريض في حدائق المستشفى ذهبت عيونهُ ومسامعهُ باتجاه امرأةٍ تجاوزت الاربعين منحها الله جمالاً وحضوراً استوقفهُ كثيراً،وهي جالسة وحيدة على المصطبة التي خلت من زائريها ،كان عماد متردّداً في اقتحام جلستها لو لا ان اشارت اليه بطرف عيونها الحزينة فيسمع منها ما لا يصدّقهُ،فهي هنا بعد ان اثبت ابناؤها الكبار عدم اهليتها بادارة ما تركهُ ابوهم من مصنعٍ وعمارة ودار فخمة ملّكها جميعا لزوجته المخلصة قبل رحيلهِ
صار عماد ينتظر قدوم موعد الزيارة متلهّفاً لرؤية حنان كما هي في شغفٍ كبير لرؤيتهِ ،لم يكن فارق العمر كبيراً بينهما فهو رجلٌ تجاوز الثلاثين بخمسة اعوام انشغل في متابعة حالة اخيه فأنستهُ حياتهُ
كان على حنان ان تأتي بمن يتكفّل بها ويتحمّل مسؤولية مغادرتها المستشفى فلم تجد من اهلها احداً،حاولا معاً ايجاد سبيل ما فما تمكّنا فكان للباحثة الاجتماعية رأيٌ آخر حين اقنعت ادارة المستشفى بأنّ حنان اليوم بكامل ارادتها كما ثبّتت ذلك بتقرير مفصل مدعمٍ بتواقيع ثلاثة من الاطباء لتكون هي شاهدةً على عرسهما وسط حدائق المستشفى التي زيّنتها اضواء البهجة والحب والوفاء ولكي تنسى حنان ظلمةً قاتمةً مرّت بحياتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق