الراحلون
بما اضناهم ارتحلوا
ساروا كثيرا
وحتى الآن ما وصلوا
هم أولوا حزنهم
كي لا يباغتهم
لكنهم في أقاصي حزننا انشتلوا
عاجوا على نخلة
كانت تظللهم
وشاطئ
كان يأويهم إذا احتفلوا
وذكريات هوى
ظلت تدفئهم
لفرط ما نال منها الليل
تشتكل
وكلّما أيقظت نار
ربابتهم
دافوا مواويلهم بالشوق واشتعلوا
وكلّما جفّ حبر
في محابرهم
شدوا شرايينهم بالحرف وانهملوا
هم إخوة التيه
تكفيهم منادمة
كم تاه درب أمانيهم
وما سألوا
كانوا قديما
مثابات لأفئدة
ما ضلت الدرب
إلا عندما أفلوا
وهم على كلّ درب
لا يعود بهم
حتى وإن طال.
من أعمارهم بذلوا
مسافرون لركن
لا يضيق بهم
كلّ المحطات تحلو
حيثما نزلوا
يبعثرون أمانيهم
على سكك
من شدّة التيه
ضلت حولها سبل
لكنهم واضطراب الدرب
يقلقهم
محملون بماضٍ
ليس يحتمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق