خزانة أمي
تفيض بالملابس السوداء
في كل يوم
كانت أمي تحصيها
وتغرقها بدمع ساخن
قالت يا ولدي
هناك مآتم كثيرة سوف تحط في بيتنا
ولذا احتاج الى الكثير من الملابس السوداء
يا أمي
المآتم كلها انتهت
ابي مات ذات حرب لم تطلق فيها رصاصة واحدة
امام مسجدنا مات ذات صلاة جمعة لم يكمل خطبتها
عصفورنا الأخضر الجميل
كان عشاء لقطة ليل جائعة
شجرة السرو التي كانت تزين حديقتنا
اقتلعتها عاصفة هوجاء
ذات شتاء احمق
حصاننا الأشهب الأصيل
صرعته الذئاب في ليلة ظلماء
كلبنا الذي كان يملأ البيت عواء وفرحا
صرعه جندي جبان
فلماذا السواد يا أمي
لماذا السواد
احداد قادم ؟
لم تجب أمي
غير ان طائرين من البوم
حطا على قرميد بيتنا
وظلت أمي ترتب في صمت خزانتها السوداء
( عدلي شما ) 8-1-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق