هل للوداع أوان ..
يمتصّ دُخان هذا الطاريء الثقيل ؟!!
مازلتُ واقفاً أتحدّى جرّافات الفراق
أُدوّنُ على صحائف القلق
هتاف الهاجس المستفَزّ
أعدُّ محطّات التّرمُّل في صهاريج المنفى
بالأمس سألت عن صديق لي في الموصل
قيلَ لي: رحل قبل أوان الفتح
لكنّ الهاتف مازال يرنّ والساعة تشيرُ ....
..........................................الى بغداد
............(2)..............
عندما يتناثرُ الوداعُ على شفةِ قُبلة الرَّحيل
يتشظّى الوقتُ على أكتاف لُجّة الصّداع
تنهمرُ خناجرُ الاغتراب لتمزّقَ أجنحة العناق
مُتجهّمة تلك الدروب
تنامُ على صومعة الذّهول
بين نداءات التريّث وقرار السفر
الفُ مَدٍّ وجزر
................على أعتابهما يفور تنّورُ الترقّب طوفاناً
.......................................................من حَنين
عندما طرقتُ باب صديقي
..........................لأودعهُ مُفكّرتي
كانت الريحُ تحملها بعيداً عنّي ساخرة
........................من رجل بليد يمتهن الوداع
...................................................ولايجيد حفظ مفكّرته
................(3)....................
كان نازفاً حدّ الهوس عندما شربه المدى
.......................................... تراتيل وداع
ابتلعته الأزمنة مساءات من رحيل
أدمنَ الوقوف على حافات الأرق
.................................يغازل الوقت الضائع
......................................................ولا ضائع غيره
يوم أمس غادرته الحافلة نحو تخوم بعيدة
............................................وهو يُكثر الحسرات
................لكن الزمن المغادر يأبى أن يعود
في غمرة تداعياته العنيفة
أهدى معطفهُ الصوفيّ الى رجل كان يرتجفُ برداً
.................................................على جسر الجمهورية
تمدّد الوقت بوحاً
..........ودجلة مازال ينساب هادئا
................................ بموج الحياة
..........................................
النجف : 25-3-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق