مسرحية " غاشي وماشي " للفنان ناحي مندلق
محاولة لإصلاح الواقع عبر الكوميديا ( على مسرح السفك سنتر )
في ديربورن
بعد أن عرفته في مدينة " ديربورن " وفي ولاية ميشغن الامريكية ، ومن خلال عروضه المختلفة التي قدمها ، والتي شكلت في مخيلتي صورا ً فريدة لشخصية الفرد العربي ، محاولاً بذلك ترسيخ قدمه على الأرض الجديدة بثبات ، معلناً بذلك إنه جزء من هذا الوطن الجديد الذي حط رحاله فيه ، وهو ليس مجرد زائر عابر على أمريكا التي إنطلق منها ليشكّل أول فرقة مسرحية عربية والتي أسماها فرقة " أجيال " والتي قدمت العديد من العروض المسرحية المهمة ، التي ساهمت في الترويح عن النفوس العربية المتعبة ، نتيجة العمل الطويل والملل وأخبار ومشكلات الأوطان التي ولدوا فيها ، والتي غادروها رغماً عنهم أو بإرادتهم ، أو لظروف إقتصادية ، ومنها ضنك العيش أو لغرض التجارة ،ومن العروض التي قدمتها الفرقة ، منها مسرحية " قصتنا قصة حكايتنا جرصة " عام 1989 ، ومسرحية " تلاميذ آخر الزمان " عام 1990 ، ومسرحية " حاميها حراميها " 1991 ، وهذه المسرحية تذكرني بالفنان والمخرج العراقي " عبد علي كعيد " زميل الدراسة في كلية الفنون الجميلة ،وهو الذي قدم إحدى مسرحياته الكوميدية بهذا الإسم على مسارح بغداد ، ومسرحية " إبتسم أنت في ديربورن " عام 1993 ، ومسرحية " تأمركنا يا سندي " عام 1996 ، ومسرحية " تاع تفرج ، تاع شوف " عام 1998 ، ومسرحية " هبي باردي " عام 2000 ، ومسرحية " انا
مش إرهابية " عام 2002 ، ومسرحية " عربي وراسي مرفوع " عام 2005 ، ومسرحية " شوفو الواوا وين " عام 2009 ، ومسرحية " سهرة اليوبيل " عام 2014 ، وأخيرا مسرحية " غاشي وماشي " التي نحن بصدد الحديث عنها الان ، لعام 2015 ، وهي من تأليف " ناجي مندلق " وتمثيله ، واخراج الفنان اللبناني " عزيز جاربتي " وفي هذه المسرحية ثمة تشابه بين عنونتها وعناوين النصوص السابقة التي قدمها " مندلق " بعد مضايقة العرب والصاق تهمة الارهاب بهم هنا في أمريكا كجزء من تداعيات أحداث سبتمر 2001 ، ومن خلال ما يحدث في الشرق الأوسط والنزاعات الدائرة بين الأخوة ، فأحتج الفنان " مندلق " ليسلط الضوء على الشخصية العربية وتاريخها الإنساني ، ويوصل فكرة الحب والسلام ، عبر آليات إشتغال عديدة ومنها ، اشتغاله على شخصية مركزية " أم حسين " التي من خلالها عرف الجمهور هذه الشخصية التي تسكن في ديربورن ، وهي الشخصية التي ابتدعها الفنان الكوميدي " مندلق " عبر عروضه الاخيرة " عربي ورأسي مرفوع " انا مش ارهابية " وغيرها من العروض ، يقول المؤلف " مندلق " وحاول مندلق ان ينمّط هذه الشخصية العربية وفق رؤيته الخاصة بوصفها شخصية ايجابية في المغترب عبر ما قدمته من نجاحات ، في كلمته من خلال " ا البروشور " من امثالنا الشعبية مثل يقول " إنقر لا تناقر ، وأحمق لا تجاكر " لأن اسوأ أجناس الناس هم الحمقى ، ولأن مُجاكرة الأحمق تزيده حمقا ً ، هذا ما حاولت أن ألقي الضوء عليه في مسرحية " غاشي وماشي " من خلال شخصيات أحبها الجمهور وتابعها ، "فأبو حسين " مدرك بكافة أمور الحياة ، ويعتبر الجميع حمقى ، وهو كما تصفه أم حسين " بيفهم بالطب أكثر من طبيب ، وبالسياسة ما تقولي إلا خريج اكسفورد ، وبالمال والاقتصاد والدين والفن والعلم والرياضة بيفهم ، كلو بيفهم فيه وهوي اذا طلع برات ديربورن بيضيع وما بيعرف يقرا الساينات "
قصة ومشكلة جديدة تواجهها أم حسين وعائلتها في هذا العمل المسرحي الجديد " وهو بالتالي ينطق وعلى لسان الشخصية الرئيسية التي لعبها " مندلق " كشاهد على ما يحدث في مغتربنا الإمريكي على زمانه الذي أدخله في " تشظيات " عديدة ،مبررا بذلك من خلال اعتماده على ذاكرتنا الثقافية الجمعية التي نقلناها إلى منافينا ، وتقوم بتفعيل موجهاتها وأعني الشخصية الرئيسية " أم حسين " لتحريك الساكن منه باستخدام هذه الشخصية التي إختارها من الماضي على وفق معطيات الحاضر ، ولهذا تتلاعب شخوصه من خلال " ام الياس " ابو الياس " ابو حسين " في طرح الحاضر المتصل بالأمس البعيد عن طريق الدمج الفني أو التماهي بين شخصيات الماضي والحاضر عبر لعبة العرض المسرحي التي أوهمتنا أن بعض ما حدث في العرض المسرحي إنما هو إلا الحقيقة مجسدة بفعل الالتقاطات التي عبر عنها عبرمواقف تجسدت بآلية الكوميديا ، وبالرغم من أنني من هواة التجريب في العرض المسرحي ، وغير ميال إلى المسرح الواقعي ، الا أنني أجد معالجة المخرج العرض عير اعتماد الايقاع السريع وبث الفوضى المحسوبة التي خلقها " مندلق " مع فريقه المسرحي على الخشبة هي أنعكاس مدروس لما نشهده الان من تداعيات وتصدعات وانهيارات في القيم الاخلاقية وهي تعبير مقصود عما يسود واقعنا الراهن محاولا ً تصوير ظواهر سلبية باتت تغزوا مجتمع بكثرة مثل احتيالات " ابو حسين " على القوانيين التي وضعتها الدولة التي نعيش فيها ، وهو بالتالي ومن خلال ديماغويته أدار اللعبة بطريقته الخاصة محاولاً إيهام الجميع أن ما يجري هو الواقع ولا شيء سواه ،وهو يتطلع إلى الفرد العربي الذي يعيش في الولايات المتحدة الامريكية بإن يكون فاعلاً ويأخذ الأشياء التي يستفيد منها ، ولا يتحايل على القوانين التي وجدت من أجل راحته هو و أسرته ، وهو بالتالي يريد من الفرد العربي ان يكون على بينة من حقيقة المجريات التي تتحكم بحياته وخاصة في مشهد الرسائل التي تصل من خلال البريد وموعد " قدوم المفتشة " وهي الموظفة في " مكتب الإعانات الاجتماعية " ليستطلع الأمور وتلتقي بالحاجة " أم عبدالله " التي توفيت قبل أربع سنوات ، وظلت العائلة تستلم " المعونة" المقدمة لها ، دون إخبار العائلة لهذه المؤسسة ، وهنا ندخل في مشهد كوميدي جميل بين " أم حسين " وابو حسين " ام الياس " وابو الياس " وشحصية الإبن " حسين " في المواجهة مع " المفتشة " لتخدع العائلة بعد حديثها باللغة الانكليزية ، وهم يتحدثون العربية بينها ويتحايلون عليها ، وأخيراً تُظهر نفسها أنها عربية ، وتتصاعد وتيرة الكوميديا في هذا المشهد وبقية المشاهد ، وهو بالتالي أراد توصيل فكرة التعامل بالصدق مع قوانين هذه الدولة التي تتحكم بنا كجالية عربية لها وخاضع لآلياتها من حيث يدري أو لا يدري ، والسؤال الذي يطرحه المؤلف مع المخرج هو كيف نتحايل على هذه القوانين ! وأن هناك الفرص الكثيرة في هذه البلاد ! بعد أن طردتنا بلداننا نتيجة الفساد الإداري والقمع ومصادرة الآراء من قبل حكام هذه البلاد التي تلاعبت بمصائرنا ومصائر أجيالنا ! ومن خلال الفصل الأول ، والفصل الثاني تتضح حقيقة ما يتطلع اليه " المخرج + المؤلف " وهو وضع مخطط خاص لحياة العرب هنا وحثهم على عكس صورة راقية لهم من خلال إحترام القوانين والمضي قدما ً في مسيرة نجاحهم المهني والعلمي وإظهار النوايا الحسنة و يتم الولوج إلى الماضي بدافع استمراره في الحاضر ،فكانت المشاهد في اللغة العامية الدارجة اللبنانية واللغة الانكليزية التي شجعت التواصل على مشاهدة العرض بسبب وجود جيل من الشباب ولدوا هنا في المنافي وجيل قديم من اللبنانين لهم التأثير الواضح على المظاهر العربية في مدينة " ديربورن " وضواحيها ، اتخذت بيئة العرض الصيغة الواقعية عبر مفردات الديكور والاكسسوار من خلال اثاث البيت + الإضاءة الفيضية + الموسيقى " فضلا ً عن أداء الممثلين وتفاعلت جميع العناصر العرض لتعزيز ما يصبو إليه العمل وإحداث التأثير المطلوب على عقلية المتفرج ، والتي سعت هذه التفاصيل السريعة وراء بيان مركزية الحدث هو الجالية العربية من خلال " ابو حسين " " أم حسين " أم الياس " ابو الياس " منطلقاٌ من " الكوميديا السوداء " وكوميديا الموقف التي تحمل أسئلتها الكبيرة بأسلوب ساخر ومن خلال عكس الواقع المأساوي العربي في صوره السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية " ولفت إنتباهي ان المخرج كان قد إقتبس شيئا ً مما كتبته عن إحدى العروض إعتزازا ً منه برأي النقدي عن عرضهم المسرحي السابق وجاء على إحدى صفحات البروشور " وفي الوقت الذي اقدم فيه شكري لكادر فرقة مسرح أجيال أشد على أيديهم في تقديم المزيد من العروض التي تخدم جاليتنا وتسهم في تفعيل وتنشيط المشهد المسرحي والثقافي الاغترابي وتطرح همومنا المشتركة في قوالب فنية مختلفة .
قاسم ماضي – ديترويت
محاولة لإصلاح الواقع عبر الكوميديا ( على مسرح السفك سنتر )
في ديربورن
بعد أن عرفته في مدينة " ديربورن " وفي ولاية ميشغن الامريكية ، ومن خلال عروضه المختلفة التي قدمها ، والتي شكلت في مخيلتي صورا ً فريدة لشخصية الفرد العربي ، محاولاً بذلك ترسيخ قدمه على الأرض الجديدة بثبات ، معلناً بذلك إنه جزء من هذا الوطن الجديد الذي حط رحاله فيه ، وهو ليس مجرد زائر عابر على أمريكا التي إنطلق منها ليشكّل أول فرقة مسرحية عربية والتي أسماها فرقة " أجيال " والتي قدمت العديد من العروض المسرحية المهمة ، التي ساهمت في الترويح عن النفوس العربية المتعبة ، نتيجة العمل الطويل والملل وأخبار ومشكلات الأوطان التي ولدوا فيها ، والتي غادروها رغماً عنهم أو بإرادتهم ، أو لظروف إقتصادية ، ومنها ضنك العيش أو لغرض التجارة ،ومن العروض التي قدمتها الفرقة ، منها مسرحية " قصتنا قصة حكايتنا جرصة " عام 1989 ، ومسرحية " تلاميذ آخر الزمان " عام 1990 ، ومسرحية " حاميها حراميها " 1991 ، وهذه المسرحية تذكرني بالفنان والمخرج العراقي " عبد علي كعيد " زميل الدراسة في كلية الفنون الجميلة ،وهو الذي قدم إحدى مسرحياته الكوميدية بهذا الإسم على مسارح بغداد ، ومسرحية " إبتسم أنت في ديربورن " عام 1993 ، ومسرحية " تأمركنا يا سندي " عام 1996 ، ومسرحية " تاع تفرج ، تاع شوف " عام 1998 ، ومسرحية " هبي باردي " عام 2000 ، ومسرحية " انا
مش إرهابية " عام 2002 ، ومسرحية " عربي وراسي مرفوع " عام 2005 ، ومسرحية " شوفو الواوا وين " عام 2009 ، ومسرحية " سهرة اليوبيل " عام 2014 ، وأخيرا مسرحية " غاشي وماشي " التي نحن بصدد الحديث عنها الان ، لعام 2015 ، وهي من تأليف " ناجي مندلق " وتمثيله ، واخراج الفنان اللبناني " عزيز جاربتي " وفي هذه المسرحية ثمة تشابه بين عنونتها وعناوين النصوص السابقة التي قدمها " مندلق " بعد مضايقة العرب والصاق تهمة الارهاب بهم هنا في أمريكا كجزء من تداعيات أحداث سبتمر 2001 ، ومن خلال ما يحدث في الشرق الأوسط والنزاعات الدائرة بين الأخوة ، فأحتج الفنان " مندلق " ليسلط الضوء على الشخصية العربية وتاريخها الإنساني ، ويوصل فكرة الحب والسلام ، عبر آليات إشتغال عديدة ومنها ، اشتغاله على شخصية مركزية " أم حسين " التي من خلالها عرف الجمهور هذه الشخصية التي تسكن في ديربورن ، وهي الشخصية التي ابتدعها الفنان الكوميدي " مندلق " عبر عروضه الاخيرة " عربي ورأسي مرفوع " انا مش ارهابية " وغيرها من العروض ، يقول المؤلف " مندلق " وحاول مندلق ان ينمّط هذه الشخصية العربية وفق رؤيته الخاصة بوصفها شخصية ايجابية في المغترب عبر ما قدمته من نجاحات ، في كلمته من خلال " ا البروشور " من امثالنا الشعبية مثل يقول " إنقر لا تناقر ، وأحمق لا تجاكر " لأن اسوأ أجناس الناس هم الحمقى ، ولأن مُجاكرة الأحمق تزيده حمقا ً ، هذا ما حاولت أن ألقي الضوء عليه في مسرحية " غاشي وماشي " من خلال شخصيات أحبها الجمهور وتابعها ، "فأبو حسين " مدرك بكافة أمور الحياة ، ويعتبر الجميع حمقى ، وهو كما تصفه أم حسين " بيفهم بالطب أكثر من طبيب ، وبالسياسة ما تقولي إلا خريج اكسفورد ، وبالمال والاقتصاد والدين والفن والعلم والرياضة بيفهم ، كلو بيفهم فيه وهوي اذا طلع برات ديربورن بيضيع وما بيعرف يقرا الساينات "
قصة ومشكلة جديدة تواجهها أم حسين وعائلتها في هذا العمل المسرحي الجديد " وهو بالتالي ينطق وعلى لسان الشخصية الرئيسية التي لعبها " مندلق " كشاهد على ما يحدث في مغتربنا الإمريكي على زمانه الذي أدخله في " تشظيات " عديدة ،مبررا بذلك من خلال اعتماده على ذاكرتنا الثقافية الجمعية التي نقلناها إلى منافينا ، وتقوم بتفعيل موجهاتها وأعني الشخصية الرئيسية " أم حسين " لتحريك الساكن منه باستخدام هذه الشخصية التي إختارها من الماضي على وفق معطيات الحاضر ، ولهذا تتلاعب شخوصه من خلال " ام الياس " ابو الياس " ابو حسين " في طرح الحاضر المتصل بالأمس البعيد عن طريق الدمج الفني أو التماهي بين شخصيات الماضي والحاضر عبر لعبة العرض المسرحي التي أوهمتنا أن بعض ما حدث في العرض المسرحي إنما هو إلا الحقيقة مجسدة بفعل الالتقاطات التي عبر عنها عبرمواقف تجسدت بآلية الكوميديا ، وبالرغم من أنني من هواة التجريب في العرض المسرحي ، وغير ميال إلى المسرح الواقعي ، الا أنني أجد معالجة المخرج العرض عير اعتماد الايقاع السريع وبث الفوضى المحسوبة التي خلقها " مندلق " مع فريقه المسرحي على الخشبة هي أنعكاس مدروس لما نشهده الان من تداعيات وتصدعات وانهيارات في القيم الاخلاقية وهي تعبير مقصود عما يسود واقعنا الراهن محاولا ً تصوير ظواهر سلبية باتت تغزوا مجتمع بكثرة مثل احتيالات " ابو حسين " على القوانيين التي وضعتها الدولة التي نعيش فيها ، وهو بالتالي ومن خلال ديماغويته أدار اللعبة بطريقته الخاصة محاولاً إيهام الجميع أن ما يجري هو الواقع ولا شيء سواه ،وهو يتطلع إلى الفرد العربي الذي يعيش في الولايات المتحدة الامريكية بإن يكون فاعلاً ويأخذ الأشياء التي يستفيد منها ، ولا يتحايل على القوانين التي وجدت من أجل راحته هو و أسرته ، وهو بالتالي يريد من الفرد العربي ان يكون على بينة من حقيقة المجريات التي تتحكم بحياته وخاصة في مشهد الرسائل التي تصل من خلال البريد وموعد " قدوم المفتشة " وهي الموظفة في " مكتب الإعانات الاجتماعية " ليستطلع الأمور وتلتقي بالحاجة " أم عبدالله " التي توفيت قبل أربع سنوات ، وظلت العائلة تستلم " المعونة" المقدمة لها ، دون إخبار العائلة لهذه المؤسسة ، وهنا ندخل في مشهد كوميدي جميل بين " أم حسين " وابو حسين " ام الياس " وابو الياس " وشحصية الإبن " حسين " في المواجهة مع " المفتشة " لتخدع العائلة بعد حديثها باللغة الانكليزية ، وهم يتحدثون العربية بينها ويتحايلون عليها ، وأخيراً تُظهر نفسها أنها عربية ، وتتصاعد وتيرة الكوميديا في هذا المشهد وبقية المشاهد ، وهو بالتالي أراد توصيل فكرة التعامل بالصدق مع قوانين هذه الدولة التي تتحكم بنا كجالية عربية لها وخاضع لآلياتها من حيث يدري أو لا يدري ، والسؤال الذي يطرحه المؤلف مع المخرج هو كيف نتحايل على هذه القوانين ! وأن هناك الفرص الكثيرة في هذه البلاد ! بعد أن طردتنا بلداننا نتيجة الفساد الإداري والقمع ومصادرة الآراء من قبل حكام هذه البلاد التي تلاعبت بمصائرنا ومصائر أجيالنا ! ومن خلال الفصل الأول ، والفصل الثاني تتضح حقيقة ما يتطلع اليه " المخرج + المؤلف " وهو وضع مخطط خاص لحياة العرب هنا وحثهم على عكس صورة راقية لهم من خلال إحترام القوانين والمضي قدما ً في مسيرة نجاحهم المهني والعلمي وإظهار النوايا الحسنة و يتم الولوج إلى الماضي بدافع استمراره في الحاضر ،فكانت المشاهد في اللغة العامية الدارجة اللبنانية واللغة الانكليزية التي شجعت التواصل على مشاهدة العرض بسبب وجود جيل من الشباب ولدوا هنا في المنافي وجيل قديم من اللبنانين لهم التأثير الواضح على المظاهر العربية في مدينة " ديربورن " وضواحيها ، اتخذت بيئة العرض الصيغة الواقعية عبر مفردات الديكور والاكسسوار من خلال اثاث البيت + الإضاءة الفيضية + الموسيقى " فضلا ً عن أداء الممثلين وتفاعلت جميع العناصر العرض لتعزيز ما يصبو إليه العمل وإحداث التأثير المطلوب على عقلية المتفرج ، والتي سعت هذه التفاصيل السريعة وراء بيان مركزية الحدث هو الجالية العربية من خلال " ابو حسين " " أم حسين " أم الياس " ابو الياس " منطلقاٌ من " الكوميديا السوداء " وكوميديا الموقف التي تحمل أسئلتها الكبيرة بأسلوب ساخر ومن خلال عكس الواقع المأساوي العربي في صوره السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية " ولفت إنتباهي ان المخرج كان قد إقتبس شيئا ً مما كتبته عن إحدى العروض إعتزازا ً منه برأي النقدي عن عرضهم المسرحي السابق وجاء على إحدى صفحات البروشور " وفي الوقت الذي اقدم فيه شكري لكادر فرقة مسرح أجيال أشد على أيديهم في تقديم المزيد من العروض التي تخدم جاليتنا وتسهم في تفعيل وتنشيط المشهد المسرحي والثقافي الاغترابي وتطرح همومنا المشتركة في قوالب فنية مختلفة .
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق