من بلادي
من بلادِ الشرقِ أنتَ
يغريني فيكَ حلوُ الكلامِ
شهداً...
تتلوهُ على مسمَعي ليلاً
أشرَبُ منهُ الكأس المُدامِ
بنظرة ولهى تبحرُ في جسدي
وموروثُكَ الشرقيُّ يمطرُني بالغرامِ
حلوُ الكلامِ من شفتيكَ
قد أيقظَ فيّ أنوثةً
دفنتُها قبل ألفِ عامِ
كي أعيشَ في بلادِكَ بسلامِ
تأخذني.....
تأخذني في رحلةٍ ورديةٍ
نحو قصرٍ بنفسجيٍّ
بناهُ أجدادُكَ عندَ حدودِ الغمامِ
تخبرنِي بأنّي حبيبتكَ
وبأنّ اليومَ مولِدُكَ
وبأنّ الأمسَ قد ماتَ
على أعتابِ حاضرِكَ
تخبرني بأنّي يومَ أهجُرُكَ
مَنيةٌ سوفَ تقتلكَ
من جُرحٍ وأسقامِ
تُهديني ألفَ شعرٍ مطلسمِ
وصورةٍ مطفأَةَ النورِ لمريمَ
ونُسخَةٌ من القرآنِ مغبّرة
انتشلتها من تحتِ الركامِ
هناك من بلادِ الثكالى والأيتامِ
..........
أدمنتُ هواك يا سيدي
أدمنتُ هواااااك
حتى أنّي هجرتُ تمرّدي
ودفنتُ ثورتي الأنثوية
تحتَ الترابِ السرمديّ
وخاصَمتُ ما كان من أحلامي
وجلستُ أناجي الليلَ والقمرَ
وأرسمُ وجهَكَ الذي صَدَمَ مخيلتي
فعينُك اليسرى فيها شيء من فولتير
والعينُ اليمنى يسكنها شكسبير
في خطوطِ جبينكَ العالي
وقفت كلُّ العلمانية
مع أنصارِ الإنسانية
أما عندَ حدودِ شفتيك الباردةِ
رُفِعَت أعلامُ الذكورية
........
حدّقت مليّاً في عينيك
مشدوهةً بما كان لديّ من أوهام
صعدتُ سريعاً قمةَ رأسِك
هناكَ في خط العرضِ
رأيتُ أربعةً قد جلسوا
قد عششوا في داخلِ نفسِك
عيسى......محمد
عمر..... علي
الكلّ في رأسِكَ يحمل
عدةً من قوسٍ وسهامِ
لتبيانِ قواعدِ الإسلامِ
وحقّ الخلافةِ والإمامِ
...........
تململَ ترابُ المدفنِ
حيث وأدتُ ثورتي
جاهدتُ نفسي
كتمتُ في داخلي صرختي
هدّأتُ ما كان يولد
من خلفِ نوحِ الحمامِ
منكَ اقتربتُ بجسدٍ مرتجفِ
أردتُ أن أتذوق طعمَ الملحِ من شفتيك
وأنسى كلّ ما رأيتُ لديك
لا شيء غيرَ طعمَ الثلجِ
وصوتٌ فيه بلاهة النيام
"أنثى ....تقبّل رجلاً!!!!!!
هو تمرّد أنثوي أخرقُ
يعادل مليون جريمة واتهامِ".
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق