(التضمين المعنوي في أسلوبية الكتابة)
قراءة نقدية لنص ( سيدة الفخر ) للشاعر المغربي محمد لفطيسي
(سيدة الفخر)
يا من ركبت الفجر
واعتليت صهوة الليل
تمسكين بزمام أعمدة الصوت
تصرخين في وجه الموت
وتؤنبين المفاجآت
وترثين ثمن التضحية
وتعنفين الهاربين من قفص الحرية
وتراقبين عن بعد جديد القضية
سيدتي الفجر لك هدية
والثمالى ينطقون بكل محبة الضوء
والقائمون على دولة الحق
يحزمون امتعتهم للسفر
تجدين انك اكبر من القهر
وانك نداء السير الى الحقيقة
وكتابات ترسم بهدوء في الساحات
ان عبدوا طرقا للمرور السالم
واجمعوا نهضة التحدي للعالم
لقد بات مهددا القمح في الحقول
والصبر المنشور في العقول
والحلم المتخثر في مجاري الامل
والسعادة التي تتكون في المهد
والتضاريس التي تلعن التعرية
والكلمات الناطقة بالتعزية
كلما نهضنا من كبوة
عاشت فينا الكبوات سرها
وعادت الامور الى نصابها المختل
دعواتك بالتغيير يقتلها التغيير
وحبك للحياة نصر للوجود
وأوامر ثقيلة امام مقصلة التحدي
ياسيدة الفخر والتأني
اليوم احتفالا على ظلمك بالتجني
على احتفالك بالمرايا التي عدمت ترميمها
وبالسيد الذي هجر لك المودة
وتعويذة السحر المطلسم في غياب
وتفاسير الغموض المشع بالرموز
عندما تطل لك التحية
سنغادر بسرعة الى التنحية
وستعلمين ان في الوجود قضية
أنت امنا ونحن الغاشمين الشهود
بالف خطل نحيي عجزنا في العشية
ونبكي في الصباح على الوجود
دمت راعية للسر والحظوظ
ونحن عنوان التسوية
أن بنيان النص على الرمز الذي يعطي للمعنى مساحة كبيرة من التأويل الدلالي وفق نسق النداء لهذا الرمز ما يجعل الشاعر يعيد رؤاه وفق مساحة الإدراك الذهني لهذا الرمز لكي لا يصل بامتداداته الفكرية الى الطريق المقفل في توسيع الحالة الفكرية لجوهرية المعنى الذي يسعى إليه الشاعر وهنا نجد أن الشاعر محمد بنى فكرة النص على النداء لهذا الرمز وهي سيدة الفخر أو سيدة الحرية وهذا ما جعل الأزمة داخل محورة النص تأخذ أبعاداً متراكبة من الاستعارة لأحداث الأنزياح في توتر وأتساع لهذا الرمز , وقد أستخدم الشاعر فكرة التضمين المعنوى لما أراد أن يصل بالمعنى المترتب على الإيحاء الى أهمية هذا الرمز وما يعاني من عدم القدرة على الإمساك به كاملا لأن هناك من يحاول أن يخنق هذه الموحي إليه وهي الحرية , وكما أكد الشاعر على أهمية الحرية لدى الشعوب من أجل أن تعثر على نفسها وسط هذه الصراعات الكبيرة في البيئات الاجتماعية , لهذا تبقى الحرية هي الحاجة أو القضية الأساسية التي تحتاجها الشعوب ولكن هناك من يكبلها ما يلائم نظرته من أجل التحكم بها من الزاوية التي يستدل بها على مصالحه الذاتية في هذه الشعوب ... (يا من ركبت الفجر /واعتليت صهوة الليل /تمسكين بزمام أعمدة الصوت /تصرخين في وجه الموت /وتؤنبين المفاجآت /وترثين ثمن التضحية /وتعنفين الهاربين من قفص الحرية /وتراقبين عن بعد جديد القضية /سيدتي الفجر لك هدية /والثمالى ينطقون /كل محبة الضوء/والقائمون على دولة الحق /يحزمون امتعتهم للسفر /تجدين انك اكبر من القهر /وانك نداء السير الى الحقيقة) وأستطاع الشاعر أن يعطي للبعد المعنوى المركب من جوهر الفكرة المركزية للنص بعد وجودي لكي يجعل الأشارة الى الرمز الكامن داخل النص هو الذي يبني الرؤيا ويمتد داخل البعد الجواني اليه , والبحث عن خفايا أي نص يتطلب البحث عن الدلالة فيه وفق ذائقة المدلول المشار إليه عندها تتوضح الفكرة التي يسعى إليها الشاعر لأن أي نص شعري لا يمكن أن يبنى إلا وفق الفكرة التي تصوغ الرؤيا في أجابية اللغة التي تقارب فعل الشعور الجواني من خلال تطلعات التعبير عن كوامن الذات المنتجة للنص .. وهنا نجد الشاعر محمد لفطيسي استطاع أن يجد الفكرة وأحداث المقاربه لها من خلال اللغة التي استطاعت أن تعبر عن ما يريد أن يعطيه من دلالة لأن المدلول بقى الكامن في داخل النص أي أن المدلول هنا هو انفراج الدالة على التعبير عنه من خلال الجمل الشعرية وقد فعل الشاعر هذا لكي لا تميل هذه الجمل الى الخفوت في الحوار الداخلي ولكي تحافظ على نسق التأمل الذهني في تركيب الصور الشعرية المتقاربة بأبعاد حدود الذائقة الفكرية داخل النص و يبقى الحدث الخارجي هو الذي يسعى إليه الشاعر من خلال طاقة التعبيرية الداخلية عنده وفق رموزه المشهدية المتحققة نحو العالم و الحياة بكل عناصرها وما يعطية كل هذا الى رمزة ((يا من ركبت الفجر /واعتليت صهوة الليل /تمسكين بزمام أعمدة الصوت /تصرخين في وجه الموت /وتؤنبين المفاجآت /وترثين ثمن التضحية /وتعنفين الهاربين من قفص الحرية )والشاعر محمد يظهر الرمز لكن في أستمرار التصور الأدراكي للفكرة التي يريد أن يعبر عنها , فهو يعطي المقاربة في المعنى دون أن يكشفه وهذا هو السر المعنوي لدى الشاعر ويشير الى الرمز الذي هو الحرية لكن دون أن يكشفه و ما جعل النص يمتد بأمتداد الكامن فيه كأشارة موحية تكون دلالتها المعنوية عالية الدلالة , من هي التي تركب الفجر وتمسك أعمدة الصوت وفي نفس الوقت تصرخ بوجه الموت وترث التضحية من أجلها إلا هي الحرية و ومن أجل ان لا يتيه المتلقي بعيدا عن القيمة المعنوية داخل النص أشار إلى رمزه دون أن يكشفه كليا (وتراقبين عن بعد جديد القضية /سيدتي الفجر لك هدية /والثمالى ينطقون /كل محبة الضوء/والقائمون على دولة الحق /يحزمون امتعتهم للسفر /تجدين انك اكبر من القهر /وانك نداء السير الى الحقيقة)وبعدما أوحي الى الرمز الكامن أخذ الشاعر يؤكد هنا أن كل ما يقدم من أجل الحرية لأنها نداء السير الى الحقيقة فهي محبة الضوء في حياة الشعوب والتي يجب أن تسعى إليها لكي تصل الى الحياة الحقة ... (وكتابات ترسم بهدوء في الساحات /ان عبدوا طرق للمرور السالم /واجمعوا نهضة التحدي للعالم /لقد بات مهددا القمح في الحقول /والصبر المنشور في العقول /والحلم المتخثر في مجاري الامل /والسعادة التي تتكون في المهد /والتضاريس التي تلعن التعرية /والكلمات الناطقة بالتعزية /كلما نهضنا من كبوة /عاشت فينا الكبوات سرها /وعادت الامور الى نصابهالقد بات مهددا القمح في الحقول /والصبر المنشور في العقول /والحلم المتخثر في مجاري الامل /والسعادة التي تتكون في المهد /والتضاريس التي تلعن التعرية /والكلمات الناطقة بالتعزية المختل /دعواتك بالتغيير يقتلها التغيير /وحبك للحياة نصر للوجود ) أن الشاعر هنا أراد أن يعطي لأبعاد الواقع الذي يمثل المطالبة بالحرية لكي يعطي البعد الفهمي لمدارك التلفظ المعنى في الساحات التي يتحرك بها الشعب من أجل الوصول الى حريته من كتابات ترسم بهدوء في الساحات(وكتابات ترسم بهدوء في الساحات /ان عبدوا طرق للمرور السالم /واجمعوا نهضة التحدي للعالم ) , والشاعر أراد أن يثبت أن المطالبة السلمية من أجل الوصول الى الهدف الذي تسعى إليه الشعوب هو الأسلم والأفضل مع أن الوصول الى هذا الهدف مهدد بالكثير من القمع والتسويف في الأستجابة لهذه المطالب التي توصل الى الشعب الى ما يريد من حقوق فكل شيء مهدد(لقد بات مهددا القمح في الحقول /والصبر المنشور في العقول /والحلم المتخثر في مجاري الامل /والسعادة التي تتكون في المهد /والتضاريس التي تلعن التعرية /والكلمات الناطقة بالتعزية) من القمح الى العقول وحتى الامل بالوصل الى هذا الحرية صار شبه مستحيل بسبب التدليس والكذب والأحتيال بحدوث التغير (دعواتك بالتغيير يقتلها التغيير /وحبك للحياة نصر للوجود )وحيث ان التغيير لم يعد تغيير بل هو زيف وكذب ولكن مع هذا يجب أن تصر الشعوب من أجل أن تنال حقوقها المغتصبه من قبل حكامها , لهذا نجد الشاعر يصر على الشعوب أن تصبر وأن تضحى من أجل الوصول الى كامل حقوقها رغم ما يحدث من أغتصاب وسلب لحرياتها فالحب الى الحياة هو نصر للوجود الحقيقي للانسان بالحصول على كامل حقوقه .... (وأوامر ثقيلة امام مقصلة التحدي /ياسيدة الفخر والتأني /اليوم احتفالا على ظلمك بالتجني /على احتفالك بالمرايا التي عدمت ترميمها /وبالسيد الذي هجر لك المودة /وتعويذة السحر المطلسم في غياب /وتفاسير الغموض المشع بالرموز/عندما تطل لك التحية /سنغادر بسرعة الى التنحية/وستعلمين ان في الوجود قضية /أنت امنا ونحن الغاشمين الشهود /بالف خطل نحيي عجزنا في العشية /ونبكي في الصباح على الوجود /دمت راعية للسر والحظوظ / ونحن عنوان التسوية ) نجد الشاعر يصر على الأستمرار بالتحدي والوقف بوجه من يحاول أن يسلب حقوق الشعوب برغم أن هذه المطاليب قد توصل الى مقصلة التحدي (وأوامر ثقيلة امام مقصلة التحدي /ياسيدة الفخر والتأني /اليوم احتفالا على ظلمك بالتجني ) و مع هذا تبقى الحرية هي سيدة الفخر لأنها هي الرمز الذي تسعى إليه الشعوب من اجل تحقيق ما تسعى إليه في الحرية العدالة , ولكن نجد هنا الشاعر يشعر بالأحباط بسبب أن الكثير ممن يطالبون بهذه الحرية صاروا ينتمون الى السحر المطلسم في الغياب (على احتفالك بالمرايا التي عدمت ترميمها /وبالسيد الذي هجر لك المودة /وتعويذة السحر المطلسم في غياب /وتفاسير الغموض المشع بالرموز)وهذا ما نشهده في ساحات وطننا العربي من القوى التي تنتمي الى الدين بشكل فوقي والتي تطالب بالحقوق والحريات وهي نفسها تسلب هذه الحقوق والحياة و هذا ما جعل الشعوب تتراجع عن المطالبة بحريتها بسبب هولاء الموجودون وسطهم والذين لا هم لهم سوى المطالبة بحقوقهم على حساب حقوق شعبهم بل هم من يسلب الحرية أكثر ممن هم موجدين في السلطة وهذا ما حدث في أنحاء الوطن العربي التي حدثت فيها أحداث الذي ما يسمى ( الربيع العربي ) حيث أثبت بطلانهم وزيفهم , والشاعر تراجع بسبب هذا . بل أن الشاعر طالب الشعوب بالأبتعاد عن المطالبة بحريتها حين يشترك هؤلاء (عندما تطل لك التحية /سنغادر بسرعة الى التنحية/وستعلمين ان في الوجود قضية /أنت امنا ونحن الغاشمين الشهود /بالف خطل نحيي عجزنا في العشية ) هم الذين جعلوا الشعب عاجز عن المطالبة بحقوقه, بل يجب على الشعب أن يبتعد عنهم ويلقي التحية عنهم ويتنحى عن طريقهم لأنهم أصلا من يسعون الى الأخذ و الأستيلاء على حقوق هذه الشعوب (ونبكي في الصباح على الوجود /دمت راعية للسر والحظوظ /ونحن عنوان التسوية ) حيث سيبكي الشعب على حقوقه , من أجل هذا يطالب من هو في الحكم أن يبقى بدل هؤلاء الذي لا تنفع معهم الحرية فهم أفضل منهم ليبقى من في الحكم راعي السر والحظوظ لأن الشعب لا يستطيع أن يحقق الحرية الحقيقة في حياته الموجودة في وطنه بسبب الأدعياء بالحرية الكاذبين ... والشاعر محمد النص لدية هو التضمين المعنوي في أسلوبة الكتابة , فهو يشير الى المعنى الداخل للنص دون الأشارة له مباشرة ولكي يحقق الأتساع في هذا التضمين الذي يوجد التأويل الدلالي داخل حرية البؤرة النصية المركبة من أتساع التفسير المعنوي التأويلي , وهذا ما أعطي الى النص أبعاد دلالية كبيرة التي تكون الرمز المتنامي في أيقاع النص الداخلي وما جعل أحداث التقارب الفعلي بين أسلوبية الكتابة لدى الشاعر والمعنى الضمني دخل الجملة الشعرية , فالنص عند الشاعر تأويل دلالي لجوهرية فكرة الرؤيا , فتبقى الفكرة التي تحدد المعنى الداخلي هي العمق المتحرك داخل أيقاع النص من دون أن يقع في حالة الغموض الذي يقتل المعنى ويبعد التأويل الدلالي عن الهدف الذي يريد الشاعر أن يوصله الى المتلقي , لأننا نجد الشاعر يشير الى الحرية من خلال حركة التأويلات الدلالية دون أن تظهر هذه الحرية إلا من خلال الرموز الموحية إليها والتي تحقق المعنى دون الأشارة إليه ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق