أُحِبُ فيكَ غروركَ واللا مبالاة
واجتنبُ الشطارةَ
معكَ جربتُ طلبَ الحاجاتِ
تراها بنوعٍ من المساومةِ
بين قيدِ روحي وحريةِ الفؤاد
كأنكَ تريدُ المساواةَ بين النسوان
عند تعدد الأزمانِ والأوطان ،
شاخَ ظهري وانحنتِ أيامي
اعطيتني عكازاً بلا كفٍ
لتُكملَ شيخوختي
أنا الحيرانُ ،
ضاعَ دليلي الوحيدُ باتجاهكَ
بين العيون ،
حبُّكَ رسمَ لي طرقاتٍ وحارات
تشعبت فيها سيقاني
عرجاء ، كسيحة ، طويلة وقصيرة
تزحلقتْ كثيراً فوق عتادِ الحروبِ ،
المسيرُ الأعمى يرافقُ أرصفتي
أثناءَ الهدنةِ وأعوامَ السلامِ
على تضاريسِ الجفافِ .
يا لبُعدَ خطواتي … وبُعدكَ عن لهاثي ،
عطشتُ ورسمتَ على وجهِي فمّكَ الراوي
انطوت سجادةُ زمني في حقيبةِ تأريخكَ
كأنني المذابُ في هذا العصرِ الذي سجّلهُ المسطرون ،
أنتَ كالمحارةِ تخرجُ تارةً لرمالِ الشاطئ
وتارةً تختفي وراءَ الذي يثيرُ الشبهات ،
تبقى أنتَ المكنونُ في الأحقابِ ،
تسكبُ عطشَكَ على خواصري كالكأسِ المكسورِ خواطره ،
أظلُّ أحبُّ فيكَ هروبَك المتكرر خلفَ حقيقتك ،
يبعدني المزيفون بأهازيج المحتفلين بعيدِ يومِ الدين .
أُحِبُّكَ فوق ما يتصورون ويكتبون …
أحبّكَ كلما تغيبُ
وأشتاقُ للسعاتِكَ عندما تشرق
كشمسِ آذار التي أعشقُ الفيء فيها ،
ليلكَ جميلٌ ففيه يولدُ القمرُ ويغفو العاشقونَ .
كلما أدنو
عيناكَ تهربُ إلى جيوبِي
تبحثُ عن كسرةِ خبزٍ
من تنورٍ اضناهُ الخشبُ المحروقُ
لتسدَّ رمقَ فقري .
قَدِمتُ إليكَ لتشفيني
من علةِ قلبي ومن جَوْر عاطفتي
تلبسُ نيابةً عني ثوبَ العافية
أقولُ هنيئاً لي أنتَ المعافى ولكَ حسنُ العاقبة .
امتدَّ ظلُّك على سريرِ الوجعِ
شربتَ الدواءَ نيابةً عني
صبرتَ على مرارةِ المذاقِ
ها قد منحتني لذةَ العذابِ ،
أكتفيتَ مني كنقطةٍ في عنوانِك ،
وكذا تشققَ الترابُ
حتى بللهُ ريقكَ المعسولُ
حدودك لي أحلى الثياب .
كلّ ما أريدُ ، أضمكَ إلى خصائصي
وأرتقُ كرياتِ الدمِ بفصيلتكَ التي تحوي اسمي وعشيرتي وأهلي ،
أعلقُ عينيَّ على وجهِك البدري
لأرى الدنيا من دون سواها
أشمُّ عبيرَكَ في أمني وخوفي
وفي رعشةِ الأزهارِ تحت وطأةِ قبضةِ الأطفال وظلمِ الجائرين ،
إن قسوتَ أشعرُ بتقصيري
وإن جفَّ المدادُ
سأملأُ رئةَ عمري بأشعاري فيكَ …
البصرة _ ١٩-٢-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق