أبحث عن موضوع

الأربعاء، 21 فبراير 2018

أُحِبُّكَ أنتَ........................... بقلم : عبد الزهرة خالد // العراق



أُحِبُ فيكَ غروركَ واللا مبالاة

واجتنبُ الشطارةَ

معكَ جربتُ طلبَ الحاجاتِ

تراها بنوعٍ من المساومةِ

بين قيدِ روحي وحريةِ الفؤاد

كأنكَ تريدُ المساواةَ بين النسوان

عند تعدد الأزمانِ والأوطان ،

شاخَ ظهري وانحنتِ أيامي

اعطيتني عكازاً بلا كفٍ

لتُكملَ شيخوختي

أنا الحيرانُ ،

ضاعَ دليلي الوحيدُ باتجاهكَ

بين العيون ،

حبُّكَ رسمَ لي طرقاتٍ وحارات

تشعبت فيها سيقاني

عرجاء ، كسيحة ، طويلة وقصيرة

تزحلقتْ كثيراً فوق عتادِ الحروبِ ،

المسيرُ الأعمى يرافقُ أرصفتي

أثناءَ الهدنةِ وأعوامَ السلامِ

على تضاريسِ الجفافِ .

يا لبُعدَ خطواتي … وبُعدكَ عن لهاثي ،

عطشتُ ورسمتَ على وجهِي فمّكَ الراوي

انطوت سجادةُ زمني في حقيبةِ تأريخكَ

كأنني المذابُ في هذا العصرِ الذي سجّلهُ المسطرون ،

أنتَ كالمحارةِ تخرجُ تارةً لرمالِ الشاطئ

وتارةً تختفي وراءَ الذي يثيرُ الشبهات ،

تبقى أنتَ المكنونُ في الأحقابِ ،

تسكبُ عطشَكَ على خواصري كالكأسِ المكسورِ خواطره ،

أظلُّ أحبُّ فيكَ هروبَك المتكرر خلفَ حقيقتك ،

يبعدني المزيفون بأهازيج المحتفلين بعيدِ يومِ الدين .

أُحِبُّكَ فوق ما يتصورون ويكتبون …

أحبّكَ كلما تغيبُ

وأشتاقُ للسعاتِكَ عندما تشرق

كشمسِ آذار التي أعشقُ الفيء فيها ،

ليلكَ جميلٌ ففيه يولدُ القمرُ ويغفو العاشقونَ .

كلما أدنو

عيناكَ تهربُ إلى جيوبِي

تبحثُ عن كسرةِ خبزٍ

من تنورٍ اضناهُ الخشبُ المحروقُ

لتسدَّ رمقَ فقري .

قَدِمتُ إليكَ لتشفيني

من علةِ قلبي ومن جَوْر عاطفتي

تلبسُ نيابةً عني ثوبَ العافية

أقولُ هنيئاً لي أنتَ المعافى ولكَ حسنُ العاقبة .

امتدَّ ظلُّك على سريرِ الوجعِ

شربتَ الدواءَ نيابةً عني

صبرتَ على مرارةِ المذاقِ

ها قد منحتني لذةَ العذابِ ،

أكتفيتَ مني كنقطةٍ في عنوانِك ،

وكذا تشققَ الترابُ

حتى بللهُ ريقكَ المعسولُ

حدودك لي أحلى الثياب .

كلّ ما أريدُ ، أضمكَ إلى خصائصي

وأرتقُ كرياتِ الدمِ بفصيلتكَ التي تحوي اسمي وعشيرتي وأهلي ،

أعلقُ عينيَّ على وجهِك البدري

لأرى الدنيا من دون سواها

أشمُّ عبيرَكَ في أمني وخوفي

وفي رعشةِ الأزهارِ تحت وطأةِ قبضةِ الأطفال وظلمِ الجائرين ،

إن قسوتَ أشعرُ بتقصيري

وإن جفَّ المدادُ

سأملأُ رئةَ عمري بأشعاري فيكَ …



البصرة _ ١٩-٢-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق