أحلُّمُ في المساواةِ .. كما يحلُّمُ النورس ليتابعُ الموجْ
وخيوط الشمس التي تُسقط على الأجداثِ والأمواتِ الملوك والعبيدْ
الساسة والقادة والباعه والمارةْ
وعربات سوق الخضار الأنيقة
أحلّمُ في المساواة كما يحلمُ الموت في الحياةْ
وأحلّمُ في الحياة كما يحلمُ العاشق لقبلة ممتلئة بشوقٍ عنيدْ
مَنْ سيقودني مَنْ ؟!!
في زحامِ جفاف النهرْ
وصمت ملائكة الغمامْ
حبة مطرْ ...
تنقشُ على شفاهِ الثكلى والجرحى والمساكين والمجانينْ
نبوءة عدلْ ... وصوتُ منتظرْ
أحلمُ بالتحية أن أُرددها بكلِّ لغاتِ البشريةْ
وتحملني الأبجدية طائرَ سنونو
وأقدام فرشات هرولت تحتها أزاهير عبقات
ورس , وياسمين , ونرجس , وزنبقٌ أحمرْ
غازل شوق شفاه العذارى
واستدار حول خصرها كفحيحِ ريحْ
ينحني بين كفيها كقبضةِ عشب برّي
عاند الهول والغول والإعصار المخيفْ
وسنابك خيل جلجلت أقدمها
فغاصت ثانية إلى أن يجيء الهجيرْ
أحلُّمُ بالمساواةِ ... لتمحني الحياة طريقاً جديدا
يشرقُ في الدماءِ والعروقِ والوريدْ
ويشهقُ في الضلوعِ هُناكَ بين عرائش الجنينْ
في غياهبِ العدمْ
يغرسُ النورْ
ها هُنا وفي اللاهُنا وفي الوجود وفي اللاوجودْ
مشاعلَ من حنينْ
تحتسي الشّمس من هاماتهِ فتُطعمُ ضباب الضميرْ
أَرَجُّ ونورْ
وحرارةُ حياةٍ
تشربُ محاجر الجليدْ
تجوعُ وتعرى
وتشابك الأقدار في عُرسها
ليُمزق جلبابها . . ليسقطَ الجنينْ
ليفترسَ موجها فوق مرفأ الظلامْ
تحتَ أسنة خواء ْ
وبيادر القمر والنجوم .. تستريح
لِتثاؤب جذع نخلة يُنبئُها
(( تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ))
لتستفيق عذوبة الصلاة على مهوى خيالاتٍ سماويةْ
تُرشفُ العدل والمساواة وكرامة أزليةْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق