أبحث عن موضوع

الاثنين، 15 فبراير 2016

حديث الدنيا ................. بقلم : كاظم مجبل الخطيب // العراق




كبرتُ وعمري صار للقبر يسرعُ
ومما يلي الخمسين نالتهُ اربعُ
توهّمتِ يا دنيا تذلّينَ كاظماً
وفي النفس عزٌّ كيف للذلّ يخضعُ

وانكِ قدر النعل لو زدتِ رفعةً
وما فوق نعلي من مقامكِ ارفعُ
وجدتكِ يا دنيا قصدتِ لسيّدٍ
تريدين ان يأتي الى العبد يركعُ
تغرّينَ غيري لو برزتِ مفاتناً
كأنَّ حجاباً عنكِ للعين يمنعُ
خدعتِ عيون الناظرين كساحرٍ
وكيف يباع السحرُ لو ليس يخدعُ
اذا كان فبكِ الوجهُ بانَ جمالهُ
فأنَّ الذي تخفين والله أبشعُ
بخصركِ ميلي ما استطعتِ تغنّجاً
ويكفيكِ عهراً من على الخصرِ يدفعُ
أبنتَ الهوى لو ترغبين بمخدعي!!
فمالكِ عندي يا رخيصةُ مخدعُ
ضجيعكِ غيري من هواكِ فخاسرٌ
ووصلكِ وهمٌ بعد حينٍ سيقطعُ
تماديتِ في قهري فما جئتُ شاكياً
اعاهرةً اشكو فمن ليَ يسمعُ
وأعجبُ من يبكي على العمر ِحسرةً
يظنُّ سنين العمر بالدمع ترجعُ
يقضّي الليالي وهو للحظِّ نادبٌ
وما الليلُ يمضي دونما الفجرُ يطلعُ
يفتّشُ عن ليلاهُ حلماً بليلهِ
ويصحو كأنَّ الصبحَ بالحلم يُفزعُ
وانِّيَ لم أطرقْ لدنيايَ بابها
وأعلمُ لو غيري لهُ البابُ مُشرعُ
انا ابن الذي للخلق جاء شفيعهُ
وأعظمُ ما في الكون يرجوهُ يشفعُ
انا ابن عليٍّ والمقام جوارهُ
مقام الذي قد صار بالموت يقنعُ
كأنّي بقبري لا أرى فيهِ وحشةً
اذا ضاقت الدنيا فقبرِيَ أوسعُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق