ما من مدينة
في كوكب الأرض
إلا عرفت عشقي الفريد
وكل المدن منفى إلا إلا
أنت الوطن وكل المدن
عذاب الليل تحت ندف
ثلجها الأسود إلا مدينتك
الشمس الدافئة
وانا سيف البراري اصرخ
مكتوم الصوت ايامي
سحيقة في البعد
هذا الزمان العاطل
ما من موت يتسع لأحزاني
وما من أفق يتحد باحتراقي
لا يغاويني الطين
ولا تخاويني الأمنيات
وضوء البحر يموت
في الموانئ البعيدة
دائما أراك المرفأ
يحميني من المر
اللاذع والحد الحارق
كل الأيام قاحلة في بعدك
السبت كأنه الف سبت مضى
والأحد كأنه فراغ القمر
وبقية الأيام كأنها
إيذان الرحيل
كل شيء قاحل
وكل نهار معتم
أكثر من الليل
كل باق يشهد
الحزن يتخبط
تحت غصن النعناع
كل قادم مهاجر
وكل مهاجر يعود
إلى هجرته من جديد
اه اه اه اه
أيتها المرأة البعيدة
الطريق وحده الوحيد
وانا أدب فيه كالعصا الوحيدة
أبحث عن رائحة العطر
المجمل بك وأهتف
تحت رجم الشرر
يضرب العيون والأهداب
أنادي عليك من مداخل
المدن فلا يردد إلا
صدى صوتي ألوب
كالمجنون حول الأعشاب
كأن الحلم كنز مدفون
أمشي من انتصاف النهار
إلى انتصاف الليل
عسى منديلك يلوح
هنا أو هناك
وأحلم من أول النهار
إلى أخر الليل عسى
وجهك يجيء بعد
الهزيع الخير
قولي أين أنت
قبل أن أموت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق