أبحث عن موضوع

الأربعاء، 17 فبراير 2016

الرّحِيل ................. بقلم : طاهر مشي // تونس


عَدَى مُهْرا أَصِيل السّمْح طَّلته
طَرَى مَد الأَرْض يَنْسفه خَببَا
ريم الفَيَافِي لمَحْتها تَمْتَطيه
سَوَاد بها كالليْل تلفحها
رَمَقت عَينها فَرَمَت بِسهم
غَدا في الوِجْدان شَرْياني يَنْتحب
تَسَمّرت في الأَرض كَفاي
وَعَيني لِمَدَد الآفَاق تَرْتقب
صَرَخ الفؤاد يا حَبيبتي عُودي
إن الهَوى في الأعْمَاق يَرتجف
بَنيت لَها في القَلب وطنا
وَعَزَف نَبْضي نَقْر حَافر الخَيل
غَمَامة أَصَابت العَين بَعْد رَحيلها
بَدا يَومي حَزِينا كُله وَيلا
وفِي الليل تُعَاودني الهُموم
بَدْو وغَزْو وَغَارَات وَمَيل
كَتَب الزّمَان ودَوّن تَارِيخا
بِه العَرب تَغَنّت تُسَامر الليل
لَمْلَمْت أَشْلاء حُلُمي وَعِفّتي
ورَمَيت بالأَهْوال فَوق العِير
وَرَحَلْت من بِلاد الضّيم
أنَاشِد من لَمَع بَريقها داخِل العين
نَزَف الصَّميم وهَدَت خَواطري
فَكَتَبت لها أشْواقا وَحَنينا
دَونتها في أصْداح الفَيافي
وَكَتبت عِنوَانها شَّد الرَحيل
نَزَلت دُموعي عَلى سَبى مُهري
خَاطبني يُحَمْحم والصهيل
عدَى ينَاشد الأُفق البَعيد
وَيَطْوي الأَيام بالسّير العليل
واسأل مَن رَمق المُنى؟
بِوادي بِلاد العَرب تَميل
علّ الجوى أضْناها
وَحَادت على هَجر السّليل
فَمَهما اشْتدّت الأَهْوال ألقَاها
لو بَعد دَهر من الزّمن الظليل
فقطْ لأُعلِمها بنَاري
ويَكون جُرح الزّمان دليل
غَامري يا مُقلة العَين ولاَ تَنامي
فإنْ شبَّ الكَرى فِيك رَحيل
طاهر مشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق