أبحث عن موضوع

الأحد، 29 مارس 2015

( الطيور السوداء ) .. قصة قصيرة ........................... بقلم : عدلي شما /// فلسطين




لم يفهم أهل القرية سر الطيور السوداء التي اجتاحت قريتهم الوادعة ، فقد أفاقوا صباحا ليجدوا هذه الطيور في كل مكان
في البداية لم تكن تلك الطيور تثير المتاعب ، كانت تدخل الى القرية وتلتقط ما يلقى لها من حبوب ثم تغادر لذلك لم يُعرها الناس اهتماماً
الا ان شاعر القرية الأعمى قال لهم انه يرى في هذه الطيور شؤما قادما
قال اقتلوها قبل ان تتكاثر وإلا فسوف تفسد حياتكم
لم يستمع أهل القرية الى نصيحة الشاعر الذي وصفوه بالأحمق
دعوه فهو شاعر أحمق مخبول
الطيور هي زينة الجنة ايها الشاعر المجنون
ولكنها سوداء يا بقر
لم يستمعوا اليه بل انهم رجموه بالحجارة وشتموه
لكن تلك الطيور ازداد عددها وأصبحت تبيت احيانا داخل القرية ، أصبحوا يجدونها في الحدائق وعلى الشرفات بل ان احدهم قال انه وجد بعضها في مطبخ البيت
زادَ قلق الناس عندما أصبحت هذه الطيور تبني أعشاشها على أشجار البساتين وقرب أقنان الدجاج وأبراج الحمام
في كل يوم كانوا يرون طيورا سوداء جديدة
لم تكتفِ تلك الطيور بالتقاط ما يلقى اليها من طعام بل أصبحت تهاجم البيوت ليلا وتاخذ الطعام من المطابخ بل كانت تتخطفه من أيدي الاطفال
قال احدهم انها نقرت عيني احد الاطفال وأدمتها
فزع أهل القرية من هذه الطيور التي أصبحت كابوسا ثقيلا يؤرق منامهم وقرروا التخلص منها باي ثمن
طاردوها بالحجارة ، بعثروا اعشاشها لكن اعداد الطيور كانت تتزايد كل يوم
نريد السلاح !
ارسلوا يطلبون العون من القرى المجاورة ، لكن ما وصلهم هو بعض العصي وبعض الفخاخ التي لم تفلح في نصرتهم وازدادت الطيور السوداء عدوانية وازداد عددها حتى أصبحوا يرونها في كل مكان
أصبحت تضع أعشاشها داخل البيوت في خزائن الثياب وفي غرف النوم وكانت تهاجم كل من يقترب من صغارها او اعشاشها
ثم أصبحت تلاحق سكان القرية وتخطف الطعام من على موائدهم واياديهم بل من افواههم
امتلات البيوت بالطيور ولم يستطع أهل القرية طردها بهذه العصي البائسة
وذات يوم عاد السكان الى بيوتهم بعد يوم شاق قضوه في حراثة الارض فوجدوا بيوتهم ممتلئة بالكامل بالطيور السوداء التي غطت شبابيك المنازل وأسوارها وسطوحها واحتلت الغرف والاحواش ولم يفلح الأهالي الدخول الي بيوتهم ، فقد كانت الطيور تنشب اظفارها بكل من يحاول ذلك
بل ان تلك الطيور طاردتهم حتى وجدوا أنفسهم خارج قريتهم يهيمون في العراء
عض الناس أصابعهم ندما وبدأوا يلومون بعضهم بعضا
لماذا لم نستمع الى نصيحة شاعرنا الاعمى
قال اقتلوها قبل ان تتكاثر ، لكنا لم تستمع
بعضهم ألقى اللوم على الجيران الذين لم يزودونهم بالسلاح لطرد تلك الطيور اللعينة
لكن صوت الشاعر الاعمى ظل يرن في غربتهم
ارى في هذه الطيور شؤما قادما

- انتهت -
( عدلي شما ) 28-3-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق