أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 31 مارس 2015

قراءات في دفتر الجنون ....62 ( صمت الغيم ).................. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق




كانت المسافة مابين الذاكرة و الخطوات تيارات الهواء تعبئ بها سنين اختناق الحلم عند أبواب الروح ، فتزحف الأماني بازدحام العمر ....
أكون أنا والسندباد توأمان لمسافات الحنين في مدن تنشد أراجيح الفاقة في طراوة الحلم المعلق بأجنحة الغيم ..
تمطر في دروبنا الخضرة على أقدامنا فنتوزعها مع الأشجار المؤدية إلى معبد الروح ...
تموج الفراديس على الأرض الرخوة كعلامة الطيران إلى جنة فوق الحلم والخواطر البشرية فنمسك بأول السماء لنعيد هجرة الطيور في كل مواسم عبورها إلى التصاق الماء على أجنحتها وقت الفرح المجنون..
كم كانت خطواتنا مسورة بالسحر وقت أنشداد الأرصفة إلى الزمن المشرع على خرائط المدن التي تسافر فيها النوارس على أحجية الموانئ الفائضة بحنين البحر وحكايات الرحالة عبر مضايق المحيطات ..
حيت ظلال الأشجار وتزور خمائل الروح كارتداد الماء إلى نفسه وقت زحمة الموج على شواطئ أتعبها انتظار السفن الملعقة في جرح الغياب ...
تأتي الأخبار على أجنحة النوارس أن الأتي هو سندباد الرحيل في مدن المجهول يبحث عن أميرة المسافات ...
سافرت بأكف الماء إلى حلم التاريخ القادم من الجزيرة إلى أفق بداوة الماء بعد أن ضجر من بداوة الرمل في أضلع الصحراء التي تمتد مع زيارة الشتاء والصيف حيث القوافل تمسك الطرق المؤدية إلى الشام وحين تعود ترمي ظل الشمس بأخر حبات الحلم في قرفصة صيف الصحراء ....
الشمس متلبسة جمر الصيف في عطش الشفاه ...
بغداد تغفو كذاكرة البداوة في خيمة التاريخ لتعيد اكتشاف الحنين في الدروب المؤدية إلى النجوم عندما تنهيه سفن قوافل الجمال في صمت الغيم السابح في تيه الصحراء ..
يدرك السندباد أن الحلم حين يحلق في ذاكرة الأرض سوف يستفيق على صحو موج البحار عند شرفة الشجر المتلبس عند ضحكة غابات الزيتون العامرة بضحكة الندى بغبش وداعة أول البحر ...
تسرقنا الدروب المؤدية إلى الشمس ..
نكون كألفية النجوم عندما تنزل من نخيل السماء إلى الأرض ..
نحضن حلمنا ونغيب كنبوءة عشق على أرصفة أشجار تنتظر أمطار المحبة
كي نبشر الزمن القادم نحن فيه حتى الأبد ... حتى الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق