المجلد السابع\ شعراءالفترة الراكدة
ا بن زبلاق الموصلي
هو محي الدين يوسف بن يوسف بن سلامة بن إبراهيم الهاشمي الموصلي المعروف ب(ابن زبلاق) عربي الأصل ينتهي نسبه إلى العباس ابن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ولد سنة \ 603 هجرية - 1207ميلادية في مدينة الموصل وتعلم فيها على ايدي علمائها وادبائها والموصل مدينة العلم والادب ففيها ابو تمام حبيب بن اوس الطائي و مخلد بن بكار والسري الرفاء وابن الحلاوي وابن عدلان وابن دانيال وابن زبلاق .
اشتغل في كتابة ديوان الانشاء للدولة في الموصل وقد اكثر ابن زبلاق من ذكر الموصل في شعره وقصيده ومن قوله فيها :
ومحاسن الحدباء مشرقة على
كل البــلاد لها الفــخار الأفضل
ياساحة الحــدباء تربــك اثمد
للناظرين ، فما الدخول فحومل ؟
هبني أحــاول غيرها أو ابتـغي
عوضا عن الأوطـان أو أتبـــدل
فعن الذين عهدتهــــم بفنائــها
أهلي وجــيراني بمــن اتـــــبدل
وكان ابن زبلاق كثير التردد على بلاد الشام لا سيما دمشق حيث حظيت دمشق أكثر من غيرها من المدن الإسلامية بقصائده وشعره في وصف مباهجها ومفاتنها فيقول:
أنى الـــتفت فجــدول متسلــــسل
أو جنـــة مرضية أو جوســق
يبدو لـــطرفـك حيث مال حديقة
غناء نــور النــور منها يشرق
يشــدو الحــمــام بدوحـها فــكأنـما
في كل عود منه عود مــورق
وإذا رأيت الغصن ترقصـــه الصـبا
طربا رايت الماء وهو يصفـق
ولابن زبلاق شعر في الغزل جارى فيه شعراء عصره في خطاب المذكر ،وقد بدى عليه البرود ومسحة الصنعة ،ولكن اغلب شعره الذي وصل الينا هو في الغزل العفيف وبعيد عن الفحش ،وقد أدلى الشاعر بدلوه في نظم الموشح حيث يقول:
حيث شمس الكؤوس بدر فالــندامى نجـــوم
واسقنيــها كـــــأنـهـــا تـــبـر من بنات الكـــروم
ضحـكت في ثغورها الز هـر بكــــاء الـــغيــــوم
وتغنــت بأطــيب اللـــــــحن صادحات الشــجر
ناطقـــــات بالــــسـن عـــجم طاب شرب السحر
حثها بيننـــا رشــــا وسنـــان نلت منه الأمان
ناعس الطرف بابلي الأجفان باســم عن جمـــان
قد سكرنا من لحظه الــــفتـان قبل خمر الدنــــان
رب خمر شربت من جـــفـن واجتنيت الزهــــــر
من خدود تحمــى عن اللــــثم بسيوف الحـــــور
وقد نظم ابن زبلاق في الحكمة وتمتاز حكمته بالسطحية يقول:
فالدهر لا يبقى على حالاته
فيجور احيانا وطورا يعدل
صبرا فكل ملمة من بعدها
فرج وكل عسير امر يسهل
يذكره صاحب فوات الوفيات في الجزء الرابع فيقول عنه :
(ان نثره يجري على طريقة القاضي الفاضل التي تعتمد على البديع ولاسيما الجناس ،كما تعتمد على التنظير)
ويذكره قطب الدين اليونيني في الجزء الاول من كتابه ذيل
مرآة الزمان :
( ان ابن زيلاق الموصلي شاعر لامع وناثر بارع ولكن حظه غير راجح )
ولما احتلت الجيوش المغولية الموصل بقيادة هولاكو قام هذا الجيش المغولي التتري الذي دخل الموصل وضرب الحصار على المدينة واستحلها وكان ملكها انذاك الصالح( إسماعيل بن لؤلؤ) فقبض على ملكها الصالح من قبل الجيش المغولي وقتلوا ابنه (علاء الدين) والقوا برأسه على باب الجسر وقتل خلق كثير ومن جملة من قتل الشاعر محي الدين بن زيلاق موضوع بحثنا.
قتل الشاعر ابن زبلاق على يد هولاكو في العاشر من شعبان سنة \ 660هجرية - 1277 ميلادية .
يمتاز شعر ابن زبلاق بسهولته وسلاسته وتظهرعليه المحسنات اللفظية من بديع وجناس وتشبيه التي اغرقت الشعر في ذلك الحين ومال اليها الشعراء لتزويق شعرهم . وقد قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية من مدح ورثاء وغزل ونسيب وحكمة وغيرها كما نظم الموشح والدوبيت.
يقول في الغزل :
ما بين بعدك والتداني يا منيتي يفنى زماني
أحيا بقربك تارة ويميتني بعد المغاني
ما دام لي منك النعي م ولا الضنا مني بفاني
أطمعتني حتى إذا ملك الهوى طوعا عناني
أبديت لي منك القلى أنى وقد غلقت رهاني
بجمال طلعت التي أنوارها تحيي جناني
ومجال أمواه الحيا ة على جبينك كالجمان
وبلؤلؤ الثغر الذي يفتر عن برق يماني
نعم علي بنظرة فيها الشفاء لما أعاني
وقال في الدوبيت:
يا سامري الدجى بذات السمر هل عندكما لناشد من خبر
كم يسأل بالحمى ومن يخبره عن سر هوى يخفى على ذي نظر
من علم ذا الحمام شدو الشجن من هز من الغرام عطف الغصن
من أي صبابة حنين البدن ما ذلك إلا لهوى مستتر
يا طالب برء الدنف المشتاق هل عندك للديغ من درياق
واختم بحثي بهذه الابيات في معاتبته لنفسه:
يا قسوة القلب مالي حيلة فيك
ملكت قلبي فأضحى شر مملوك
حجبت عني إفادات الخشوع فلا
يشفيك ذكر ولا وعظ يداويك
وما تماديك من كسب الذنوب ول
كن الذنوب أراها من تماديك
لكن تماديك من كسب نشأت به
طعام سوء على ضعفي يقويك
وأنت يا نفس مأوى كل معضلة
وكل داء بقلبي من عواديك
أنت الطليعة للشيطان في جسدي
فليس يدخل غلا من نواحيك
لما فسحت بتوفير الحظوظ له
أضحى مع الدم يجري في مجاريك
واليته بقبول الزور منك فلن
يوالي الله إلا من يعاديك
ما زلت في أسره تهوين موثقة
حتى تلفت فأعياني تلافيك
يا نفس توبي إلى الرحمن مخلصة
ثم استقيمي على عزم ينجيبك
واستدركي فارط الأوقات واجتهدي
عساك بالصدق أن تحمي مساويك
واسعي إلى البر والتقوى مسارعة
فربما شكرت يوما مساعيك
حب التكاثر في الدنيا وزينتها
هي التي عن طلاب الخير تلهيك
لا تكثري الحرص في تطلابها فلكم
دم لها بسيوف الحرص مسفوك
بل اقنعي بكفاف الرزق راضية
فكل ما جاز ما يكفيك يطغيك
ثم اذكري غصص الموت الفظيع يهن
عليك أكدار دنيا لا تصافيك
وظلمة القبر لا تنسي ووحشته
عند انفرادك عن خل يوازيك
والصالحات ليوم الفاقة ادخري
في موقف ليس فيه من يواسك
وأحسني الظن بالرحمن مخلصة
فحسن ظنك بالرحمن يكفيك
اميرالبيـــــــــــــان العربي
ا بن زبلاق الموصلي
هو محي الدين يوسف بن يوسف بن سلامة بن إبراهيم الهاشمي الموصلي المعروف ب(ابن زبلاق) عربي الأصل ينتهي نسبه إلى العباس ابن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ولد سنة \ 603 هجرية - 1207ميلادية في مدينة الموصل وتعلم فيها على ايدي علمائها وادبائها والموصل مدينة العلم والادب ففيها ابو تمام حبيب بن اوس الطائي و مخلد بن بكار والسري الرفاء وابن الحلاوي وابن عدلان وابن دانيال وابن زبلاق .
اشتغل في كتابة ديوان الانشاء للدولة في الموصل وقد اكثر ابن زبلاق من ذكر الموصل في شعره وقصيده ومن قوله فيها :
ومحاسن الحدباء مشرقة على
كل البــلاد لها الفــخار الأفضل
ياساحة الحــدباء تربــك اثمد
للناظرين ، فما الدخول فحومل ؟
هبني أحــاول غيرها أو ابتـغي
عوضا عن الأوطـان أو أتبـــدل
فعن الذين عهدتهــــم بفنائــها
أهلي وجــيراني بمــن اتـــــبدل
وكان ابن زبلاق كثير التردد على بلاد الشام لا سيما دمشق حيث حظيت دمشق أكثر من غيرها من المدن الإسلامية بقصائده وشعره في وصف مباهجها ومفاتنها فيقول:
أنى الـــتفت فجــدول متسلــــسل
أو جنـــة مرضية أو جوســق
يبدو لـــطرفـك حيث مال حديقة
غناء نــور النــور منها يشرق
يشــدو الحــمــام بدوحـها فــكأنـما
في كل عود منه عود مــورق
وإذا رأيت الغصن ترقصـــه الصـبا
طربا رايت الماء وهو يصفـق
ولابن زبلاق شعر في الغزل جارى فيه شعراء عصره في خطاب المذكر ،وقد بدى عليه البرود ومسحة الصنعة ،ولكن اغلب شعره الذي وصل الينا هو في الغزل العفيف وبعيد عن الفحش ،وقد أدلى الشاعر بدلوه في نظم الموشح حيث يقول:
حيث شمس الكؤوس بدر فالــندامى نجـــوم
واسقنيــها كـــــأنـهـــا تـــبـر من بنات الكـــروم
ضحـكت في ثغورها الز هـر بكــــاء الـــغيــــوم
وتغنــت بأطــيب اللـــــــحن صادحات الشــجر
ناطقـــــات بالــــسـن عـــجم طاب شرب السحر
حثها بيننـــا رشــــا وسنـــان نلت منه الأمان
ناعس الطرف بابلي الأجفان باســم عن جمـــان
قد سكرنا من لحظه الــــفتـان قبل خمر الدنــــان
رب خمر شربت من جـــفـن واجتنيت الزهــــــر
من خدود تحمــى عن اللــــثم بسيوف الحـــــور
وقد نظم ابن زبلاق في الحكمة وتمتاز حكمته بالسطحية يقول:
فالدهر لا يبقى على حالاته
فيجور احيانا وطورا يعدل
صبرا فكل ملمة من بعدها
فرج وكل عسير امر يسهل
يذكره صاحب فوات الوفيات في الجزء الرابع فيقول عنه :
(ان نثره يجري على طريقة القاضي الفاضل التي تعتمد على البديع ولاسيما الجناس ،كما تعتمد على التنظير)
ويذكره قطب الدين اليونيني في الجزء الاول من كتابه ذيل
مرآة الزمان :
( ان ابن زيلاق الموصلي شاعر لامع وناثر بارع ولكن حظه غير راجح )
ولما احتلت الجيوش المغولية الموصل بقيادة هولاكو قام هذا الجيش المغولي التتري الذي دخل الموصل وضرب الحصار على المدينة واستحلها وكان ملكها انذاك الصالح( إسماعيل بن لؤلؤ) فقبض على ملكها الصالح من قبل الجيش المغولي وقتلوا ابنه (علاء الدين) والقوا برأسه على باب الجسر وقتل خلق كثير ومن جملة من قتل الشاعر محي الدين بن زيلاق موضوع بحثنا.
قتل الشاعر ابن زبلاق على يد هولاكو في العاشر من شعبان سنة \ 660هجرية - 1277 ميلادية .
يمتاز شعر ابن زبلاق بسهولته وسلاسته وتظهرعليه المحسنات اللفظية من بديع وجناس وتشبيه التي اغرقت الشعر في ذلك الحين ومال اليها الشعراء لتزويق شعرهم . وقد قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية من مدح ورثاء وغزل ونسيب وحكمة وغيرها كما نظم الموشح والدوبيت.
يقول في الغزل :
ما بين بعدك والتداني يا منيتي يفنى زماني
أحيا بقربك تارة ويميتني بعد المغاني
ما دام لي منك النعي م ولا الضنا مني بفاني
أطمعتني حتى إذا ملك الهوى طوعا عناني
أبديت لي منك القلى أنى وقد غلقت رهاني
بجمال طلعت التي أنوارها تحيي جناني
ومجال أمواه الحيا ة على جبينك كالجمان
وبلؤلؤ الثغر الذي يفتر عن برق يماني
نعم علي بنظرة فيها الشفاء لما أعاني
وقال في الدوبيت:
يا سامري الدجى بذات السمر هل عندكما لناشد من خبر
كم يسأل بالحمى ومن يخبره عن سر هوى يخفى على ذي نظر
من علم ذا الحمام شدو الشجن من هز من الغرام عطف الغصن
من أي صبابة حنين البدن ما ذلك إلا لهوى مستتر
يا طالب برء الدنف المشتاق هل عندك للديغ من درياق
واختم بحثي بهذه الابيات في معاتبته لنفسه:
يا قسوة القلب مالي حيلة فيك
ملكت قلبي فأضحى شر مملوك
حجبت عني إفادات الخشوع فلا
يشفيك ذكر ولا وعظ يداويك
وما تماديك من كسب الذنوب ول
كن الذنوب أراها من تماديك
لكن تماديك من كسب نشأت به
طعام سوء على ضعفي يقويك
وأنت يا نفس مأوى كل معضلة
وكل داء بقلبي من عواديك
أنت الطليعة للشيطان في جسدي
فليس يدخل غلا من نواحيك
لما فسحت بتوفير الحظوظ له
أضحى مع الدم يجري في مجاريك
واليته بقبول الزور منك فلن
يوالي الله إلا من يعاديك
ما زلت في أسره تهوين موثقة
حتى تلفت فأعياني تلافيك
يا نفس توبي إلى الرحمن مخلصة
ثم استقيمي على عزم ينجيبك
واستدركي فارط الأوقات واجتهدي
عساك بالصدق أن تحمي مساويك
واسعي إلى البر والتقوى مسارعة
فربما شكرت يوما مساعيك
حب التكاثر في الدنيا وزينتها
هي التي عن طلاب الخير تلهيك
لا تكثري الحرص في تطلابها فلكم
دم لها بسيوف الحرص مسفوك
بل اقنعي بكفاف الرزق راضية
فكل ما جاز ما يكفيك يطغيك
ثم اذكري غصص الموت الفظيع يهن
عليك أكدار دنيا لا تصافيك
وظلمة القبر لا تنسي ووحشته
عند انفرادك عن خل يوازيك
والصالحات ليوم الفاقة ادخري
في موقف ليس فيه من يواسك
وأحسني الظن بالرحمن مخلصة
فحسن ظنك بالرحمن يكفيك
اميرالبيـــــــــــــان العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق