أبحث عن موضوع

الاثنين، 9 يناير 2017

أنا في البحر والبحر في الحقيبة ...................... بقلم : محمد الانصاري // العراق



أُلَملمُ البَحرَ
أَضعهُ في الحقيبةِ وأَرحل
أَمرُ على مُدن سَوداء
أَخرَسَها الأسمنتُ الاسود
أَدوسُ على بَواباتِها المغرقةِ ..
بالفراغِ حَدَ التخمة
أُعانَقُ نيوناتها الملونةَ
في الحاناتِ سحر يغريني
و الخمرةُ الغَريبةُ تَكرَعٌني ..
كأساٌ بعدَ أُخرى
الدوارُ يحتلُ رُكنا في رأسي
كم هوَ مٌتَمكنٌ دوار الغربة..
ليَحتلَ رُكنا في رأسي المَشغول
تُلَونني المُدُنُ السَوداء
بألوانٍ لا أَعرفها
فالأضواءُ في بلدي مُختلفة
أَفتَحٌ حَقيبتي ..
أَسألُ صاحِبي البَحر ..
هل تُريدُ الخروج .. ؟
فَيأبى
أُعيدُ غَلقَ الحَقيبة
أُمسكُ قَلماً ..
أَكتبَ شعراً
أَكتبُ نَثراً
أَصُفُ على الورقةِ كلمات
أَهرُشُ شَعري
غَريبٌ ..!
هذا الشَعر الذي ينسلُ بينَ أصابعي
كأنني أعرفُهُ
يُذَكِرُني بأصابعِ أُمي
ويُعيدُني الى الحقيبةِ
.. أُمسِكُها
أَخافُ البحرَ حينَ يَهبُ على قلبي
ريحاٌ تعولُ بالذكريات
رُحماكِ أصابع أمي
صَدر أمي
صَوت أمي ,,
(دلللول .. يالولد يبني دلللول )
قَطراتٌ تُبللُ خديّ المُتَحجر
لَكَم هي مُحرقة هذي القَطرات
أَصُفُ أحلامي الباقية في الذاكرةِ ..
والصور الضبابية
أُلَملمُ في جيبي الفنارات
بَعض النوارس
وقليلا من رائحة ِالحناء
أَعجنُ سنوات عمري
شَعري الأبيض
رَعشَة يَدي اذ تُمسكُ قَلما
قَصائدي
كَلماتي
لحنٌ يَطرقُ على بواباتِ الغربةِ
(جنح عصفور تايه والعكود ادور)
أَضعُ رَأسي بينَ يَدي
أَمنحُ دَمعَتي الحُرية
أَبكي حَدَ النَشيج
أَعصِفُ باكيا
والمدن السوداء تُحاصرني
تَلتفُ عليَّ كأَفعى
تَكادُ تَسحَقُني ..
تَمتَصُني
فأعودُ الى حقيبتي
نَفس الحقيبة
أفتَحُها .. أجدُ البَحر
نفس البحر لم يَتغَير
أَجمَعُ سُفني
أَرفعً أَشرِعتي
أُبحرُ في الحقيبةِ ..
وأُغلِقُها
أَنا في البحرِ
والبحر في الحقيبة



روما 1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق