أبحث عن موضوع

الخميس، 25 فبراير 2016

رسالة ..................... بقلم : صالحة بورخيص // تونس




انتظر طويلا لكن دون جدوى.. لماذا غابت؟ هل يا ترى عاوَدَها المرض من جديد؟
_ أين أنتِ هل كلّ شيء على ما يرام؟
كانت تلك رسالته الأخيرة التي تركها آملا في ردّ يشفي الغليل ولكنها لم تنتبه لها فهي في ذلك الوقت بين مجموعة من الأطباء يفحصون حالتها الخطيرة وقد أسلمَتْ أمْرها إلى الآلام تمزّقها..
بين خفق قلبه أسكنها وتأبى صورتها أن تفارق محيّاه وكلّ وقت يمرّ يحمل ثقل مئات السنين، يزداد انشغاله وتتلاعب الشكوك بفكره فيسكنه الخوف..
في غيابها تصبح الثواني دقائق والدقائق ساعات والساعات آلام، وفي غيابها تغلق الأبواب ولا تفتح إلا بمفتاح حضورها..
من بين براثن الموت نهضتْ من جديد وروحه الطاهرة لا تزال تسكنها بكلّ ما فيها من جمال، لقد كانت تعرف قدر المعاناة التي مرّت به فما إن خفّت أوجاعها حتى أرسلت رسالة تطمئنه:
سامحني سيدي.. كم من الدمع سكبْتَ..
كم من خفقة نطّت من مكانها لتتجاوز محيط قلبك اليها..
ما بينك وبينها نور يتمدّد ليغمر العالم محبّة، ما بينك وبينها حكاية خفيّة تنسج خيوطها قدرة إلهية، سيدي عذرا لكل ألم تألّمت وإنّي يا أغلى ما لديّ بروحي أفديك..
ما إن قرأ رسالتها حتى خرّ ساجدا لله...
انّه الحب حين يسقيه ماء الطهر ينبت شجرة الحياة...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق