أبحث عن موضوع

السبت، 27 فبراير 2016

دراسة نقدية في قصيدة ( قاع الذكرى ) للشاعر المتالق باسم عبد الكريم الفضلي ومفهموم ( النص المفتوح )............ بقلم الناقد : محمد شنيشل فرع الربيعي // العراق



فلسفة القصيدة في جسدها الكوني 

العمق المعرفي لأي شاعر هو مدى تناغمه مع لغة العصر وجعل النص المعاصر مادة إستنطاق الفكر البشري المتموج بنظريات المعاصرة وتنازع الأضداد . إن نقطة البدء عند الشاعر دائما مجهولة، لكنها معلومة في فلسفة الكائن الحي، بمعنى أن الشاعر يؤثث فكر المتلقي من الكائن الحي ذاته وينقل كل تساؤلاته الى ذلك الفكر، لكن هنالك تشارك كوني وطبيعة تتصدر القوانين البشرية يقف قبالتها الشاعر أما لهدمها وإعادة بنائها، أو لفك شفرتها دون التعرض لذلك الهدم، فهي إذاً مادة خام، وهذا ديدن النص المعاصر وبالتالي هو الأساس المعرفي الذي يجد إغراقا في تأمل الجوانب الفلسفيّة العليا فين ظام الوجود . إن المادة ليست جوهر بناء في النظام الكوني، لكنها جزء مكون من الوجود، ومن وجهة نظر الشاعر الذي يبحث عن الإنسان يجد أن تلك المادة تدخل في نظامه الداخلي كفسلجة بنائية لهذا الجسد، وكما أن المادة ليست الوحيدة في هذا الملكوت العظيم، وإلا ماقيمة البحث الفكري في تقييم سلوك هكذا عنصر الى جنب المرفقات
الأخرى ؟، وكذلك مافي داخل الذات وبقية الجوانب غيرالمادية، أليس لهاعمل يضبط تفسيرا يبين علاقته بالحوادث الأسمى من النفسية والحركية والحدسية والذهنية ...؟ لا أحد ينكر أن الإنسان له حاجات مادية وجسدية يلبيها من خلال عملية فسلجة الإشباع وهذا لايعني سحب البساط الروحي منه بناءاً على حاجات تنتهي بمجرد الحصول على الرغبة، إنه يؤدي وظائفأ اخرى تلتصق بإنسانيته ووجوده، ومن هذه الوظائف هي وظيفة الفكر .قد يصطدم الشاعر بآيديولوجيات تقتحم عالمه لتحيله الى تشيّءٍ مادي أسوة بذلك العالًم، فتحاول أن تبحث لها عن موطىء قدم بعد أن تخفض جناحيها لتقترب أكثر من قلب الشاعر، فتعمد الى دراسة أنتاجه دون دراسة ذاته وكأنه في معزل عما يحصل في داخله، وفق قول الفيلسوفة الأمريكية (سوزان لانجر)،لكن تلك الأوهام مازالت على أسكفة النص تحاول الإيلاج الى عالمه منذ زمن بعيد دون جدوى، ومايحصل مجرد تكهنات غير مجدية ويبقى الشاعروالشعرذلك اللغزالمحيرالذي ينتمي لكل الموجودات دون إستثناء،فمن عصرالظاهرة المحاكاتية الإفلاطونية ،التي جوبهت بالرفض المعاصر،الى عصرالمناطقة الذين قالوا: أن الشعر إستنطاق مابداخل الشاعرمن عواطف كان الشعريتأرجح على هذه الشاكلة،لكن عصرالشعرعندنيتشه وهيدجر،
مختلف تماماعما نُظّرَ اليه في الفلسفة القديمة فازداد الشاعرمتعة في البحث به وعنه، وارتفع شأوا بأنه يعطي للجميع ولايأخذ الإ من جنسه فهو واهب الحياة بعد استكشافه اياها كباحث لايهدأ ولغيرها كأنسان يبحث عن الرقي المستمر، وفاتح بوابات اللذة الفكرية، والمتفرج على كل الآراء الفلسفية المثالية والمادية ومدارس علم النفس، والآراء مابين القبول والرفض والعلو والدنو .
فماهوالشعرومن هوالشاعر؟
سؤال على طول حركة التاريخ يبقى معلقا من وجهة نظري والإجابة عن إرهاصاته تفقده حلاوة السؤال عن تلك الماهية وتبقي على تشكيلته الفلسفية واللغزية والمطلقية. يقترب باسم عبد الكريم من الدلالة الفلسفية كثيرا من خلال بنيوية الحس في نصوصه، وتلك الدلالة لاتتعلق بالصمت من القول وإنما تستطيع أن تجعل الصوت كأداة لبيانها من خلال التوظيف الاشاراتي وفق مباني (إبن جني)، كما إن الحصرالدلالي الحسي هوالمكون الأكبرللنصوص عليه فأنه يشتغل على مساحة أوسع من الدلالة المعنوية للفظ، فالشاعرمحتاج الى صوت النقيق والصرخة لإنتاج الحس في تشكيلته الدلالية .فكرة التجسيد حولت النص الى جسد حسي، والجسد يبعث في الوجود تدفقه، والوجود في الجسد كله، ولانقصد الوعاء المباح في الشرب،وإنما

حقيقته المذهلة والمؤثرة في النسق الكوني والمتمثل بماهية الكون كجسد له ظاهر وباطن وعمق وحواس وأجهزة عضوية ...
باسم عبدالكريم يتحدث مع الجسد الكوني بعمق تجربته الشعورية فيجعله (حفرةالنقيق) وعمقه ذلك الظلام الدامس والموغل في العمق (وظلمة الأعماق) وقلبه يتمثل للشاعر إزاحة كأثر نعال متقادم ضاعت تفاصيل ملامحه
(آثارُنعالٍ متهريء القلب)
وجعل من صرخته تلك القوة غير المجدية، ولازال يعطف وينحت على ذلك الجسد ماتبقى من صنعٍ، كالبصاق، والأحداق لتكتمل أول الملامح وهي الرأس .باسم عبد الكريم لم يستقرء الجسد كوحدة متكاملة،لانه محصلة وجودية،لكنه بدأ مستنبطا ومجسدا للرأس الذي فيه حاسة السمع ( صوت النقيق ) والنظر( الظلمة ) و(الألم ) في إحمرار الشفاه و(البصاق ) الفم و( النظر) العينان ...هذه المفردات بمثابة نحتٍ كلها تؤدي الى مكونات الرأس،التي بدأ بها الشاعر ينحت صدرالقصيدة .
تتسعُ حفرةُ النقيق
وظلمةُ الأعماق...
... آثارُ نعالٍ متهريء القلب

تُحمِّرُ شفاهَ الصرخة
وبصاقٌ مخاطي
يملأ احداقَ الاعتراض
من إدراك الشاعر،هوتوضيح وضع ماهية الحس كأشارة تسود الدلالة في عناصره النسقية، وقدجمعت الأخيرة الجمل الشعرية في إتساق ذلك البعد البياضي المفتوح، أوالمسكوت عنه الذي يُعدُّ خير إشارة للمثيرات المولدة لوظيفة الحس العقلي، وبالتالي إستنطاق الدلالة الحسية .
الشاعرلايتحدث مع اللغة الوصفية،وإنما يجد ضالته في بنيتها التحويلية كونه يجد فيها طلسما سرياليا يستخدمه كمرآة لذلك الجسد وللوصول الى دقائق كونية لم تتضح حقائقها إلا في نظام السريالية .
....... ــإذهبْ الى تُخومِ المجرَّة
...........وعُدْ برأسِ التنانين..
...........لكنْ...
...........دون أن تُفلت من بينِ أصابعِنا...
وشوارعُهم
أفاعي البراءة

تخنقُخ طوات رغبتي....
............. ــ وحدَكَ إذهبْ /عُدْ
................ وحدَكَ عُدْ / إذهبْ
................. قبلَ أن يرتدَّ إلينا طَرْفُنا...
لامعنى لمحيطِ
العُزلةِ الزجاجية
فالعيونُ تَغتصِب..
لامعنى للوفاءِ
المدفوعِ الحساب
فالحبُّ لايعرفُ
لغةَ السوق
التصميم المرافق للنص،تعامل معها لشاعر وفق هندسة كونية وعندما نقول (تصميم) يعني أن هنالك قواعد ترسم نظاما،منها مُصَمِمٌ ومُصَمَمٌ، أي،إدراك العاقل لفعله، والتصميم المنبثق من غيرالعاقل ليس له قواعد بل تضارب في فعله وينهار في كون لاتعرف له بداية أو نهاية ( الإيمان، الإنسان ، السماء ) في تلك التوائم الثلاثة

المخزونة يجسد باسم عبد الكريم ماهية الروح يتوسطها المخلوق الأرضي (الإنسان) الذي تنصفه مكامن الايمان بعدعدة من الإختبارات، وكونه مخلوق سماوي يرتفع الى أماكن عليا هي في حقيقتها تكشف ثيمة العقل للعاقل، والوجود للموجود
(فالإنسانُ كذبةٌ
سماوية..
لامعنى لك
فأنت....هُمُو)
وماتلك الخطوات الموجودة فعلا إلا تحصيل حاصل لإذعان العقل لها فالإنسان السماوي ليس هوالإنسان الأرضي الذي يصنع أنظمته من الفوضى، ومادام كل شيء كلمة، فالأخيرة أوسع من أن تلمها فكرة وتحديدها في وجود .
.............. ــ لاسؤالَ ..
................. فكل شيءٍ محال
................. في غابِ الكلمة .
نفي صفة التعقل عن الأشياء، لدليل على أننا نعيش فوضى مستمرة مذ آلاف أوملايين السنين، والجرم الكبير يلتهم

الجرم الصغير، وهذا يعني أن عمر الفوضى أخذ يتفاقم، لأنها الوحيدة القادرة على تنظيم ذاتها في ذاتها ! لأن التنافذ المعرفي بين المفاهيم يكون بمثابة الأضداد فينقلب كل شيء الى نقيضه .
لا معنى للإيمانِ
المُعَمَّدِ بالدُّونية
فالإنسانُ كذبةٌ
سماوية..
لامعنى لك
فأنتَ......هُمُو
.............. ــ لاسؤالَ ..
................. فكل شيءٍمحال
................. في غابِ الكلمة .
... الكونُ
يدورُعلى قَرنِ العَثِّ
فإذا ماأردتَ أن تعرفَ
لونَ الزفرةِ الآبقةِ

من بين أضلاعِ الإشتهاءِ
المحصودِ الشطآن
فانتظرْ
موجةَ القراصنة
تأتِكَ بخبرِالغدِ
الأوحدِ القَرن...
ولاتبحثْ
عن قُبلةِ لقاء
فكل الأحضانِ صماء..
وبروقُ العيونِ الزاخرةِ
بلهفةِ الابتسامات
تزمجرُ
في قُمقُمِ زَوبعتِك..
.....
لامفرّ َمن مضاجعةِ
لعنتِكَ الجديدة

فالرمادُ يحاصرُك..
... وحيدٌ أذهب
وحيدٌ أعود
وحيدٌ انضب
وحيدٌ أشرب
أنخابَ ألعاش ..يموت
المجانية ...
. . .
.. { كينونةٌ مؤجّلة .. / نثارُالزمن } ...
نسيان ... :
الوجوه
تخلعُ أبديّةَ المرايا
... تغتسلُ
بدموع القتام ...
فإلامَ يبقى الإسم
بلا إرتعاشة ..!؟

.... إنتساب .. :
الإنتظـــــــــــــار / الظِّل
مقدَّرٌ بنزوةِ الإنتحار
على فرجِ النهار
يلمُّهُ
الحضنُ السّاربُ مضمّخاً
بمنِّيِّ الصّحوة ..
.. إحتضار ... :
الورود
شفاهٌ زجاجية
سترفرفُ
فوقَ رِمسِ الفجر
..../ عُري الأنا ..بقاءٌ ازلي .. في كؤوسِ الصدى
في سُفالةِ صفحةِ الصِّدفة
.. ــ قسماتُ الأشياء .. جدرانٌ خرساء ــ
وليس هناك معاجمٌ

لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
حوصلةُ الصبّارالصابيء
تنسجُ سلسبيلَ الإبتساماتِ المنفوشةِ الريش
وهاماتُ المغامراتِ الصُّفر
تخرُّ .. ،وسوفَ،على الأناملِ المخضّبة
بدماءِ المحّاراتِ المستباحةِ الشطآن ..
وقد ...
نامت،وهيهاتِ،صواريُّ الصباحاتِ المحتدمةِ الأريج
فوق
غصنِ الناي المتشدّقِ بقصصِ اللقاءاتِ المنسية
خلف
صليلِ العِناق ...
......... إنخماد .. :
الأهدابُ الأليفةُ المنافي تُلجمُ
شهقةَ الحمامةِ الوحيدة

فماغيرُ المضيِّ بمسيرةِ الألفِ لهفةٍ
تعانقُ
النبضَ المُسمَلَ
بأضلاعِ صلواتِ المطر
.....( الميلاد = رؤياغيرَمشروطة ) ..
... أينونة .. :
حداءُ زنبقةِ الوديانِ الصديانة
للزوارقِ الغريبةِ اللجة
ينسابُ من
بينِ شفاهِ الغَلَس
في هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأةِ المهد ....
... / إنها آخرُ الممالكِ الآبقةِ بسرِّ الرغبةِ
..... المحلِّقةِ حتى تخومِ الزمانِ البِكر ( لاأثرَــ بل ــ لكن ..) ..
الدست الأول :
النقلةُ اللا أدرية .......... : ... !!؟؟

يشرع الشاعرالى نقد الواقع المزري في تفاصيله وذلك عن طريق الإنسان نفسه، الإنسان الذي قطع عن عروقه الغذاء الروحي وتحول الى كائن معطل، فجاء النص تحت عنوانين وقد إتحدا متزاوجين في جسد وجودي واحد ليكوّنا حوارا ذاتياً صامتاً. إن دعم أية جهة تهتم بالأفكار الكلاسية على أساس أنها هي البديل للمشكل التجنيسي الأدبي،إنما هو ضرب من الخيال ومعركة بين الحرية الكاسِرة لقيدها والفكر المتنازع مع الإستقراء المتغير، فتُضعِف هذه الآلية الطرفين . لأن الأتساع الكوني لايُعطي أملا بالرجوع الى ماكانت عليه الأمور. فبانت في الظهور بعد الحداثة مفاهيم هدمت سابقاتها أو قلبت دلالتها أوشُذِبت مقالتها،الأمرالذي جعل من ظاهرة التجنيس تزداد صعوبة في حمولات النظريات المستحدثة،ومن تلك التجنيسات ظهور النص المفتوح .يقول د.محمدعبدالمطلب في مقال له :"يقصد (بالنص المفتوح )ذلك النص المحدد المصدر،والمحدد المستقبل، والمحدد المعنى لكن تحديد المعنى لايوقف مجموعة التفسيرات التي تلاحقه، ولذا قيل عنه (النص المفتوح)."ينحدرالنص المفتوح من تشظي حركة النص النثري فيُنشأ كونية داخلية من الشاعر الذي يفر من عدسة الحياة الضيقة الى ماهوأبعد من ذلك،فيرى أن للوجود عدسة أكبر .والنص المفتوح ليس من
أفكارالرواية و أول من إشاعه كمصطلح هوالإيطالي (أمبرتو إيكو) في كتابه (العمل المفتوح) سنة 1962.وإنماهو(النص المفتوح) من الولادات الفلسفية العلمية التي جاء بهاالفيلسوف النمساوي كارل بوبر(1902 ــ 1994) في كتابه (المجتمع المفتوح وأعداؤه) والتي تستندعلى مبدأ (أن الخاصية المنطقية المميزة للعلم التجريبي هي إمكان تكذيب عباراته) وهذا الكلام يؤكد هدم المنهج الإستقرائي في تحديد محصلة القاعدة إذ لانهاية ثابتة للعلم .و(النص المفتوح) يوضح نمط الايديولوجيات المغلقة ويقدم البديل بالليبرالية كمجتمع مفتوح وفيما بعد وماعرف عنده بالمعرفة المفتوحةعن طريق مبدأ التكذيب في الاستقراء على عكس ماكان شائعا سابقا ..وهنالك مايسمى بـمفتوح المصدر،أوالمحتوى الحر،وهي( أن تنشركل الأعمال المشتقة من العمل الأصلي بذات الرخصة الحرة المنشوربموجبها العمل الأصلي.)وحسب رولان بارت، فهو نص مابعد الحداثوية يتسم بتعدد القراءات والتنوع في الإستجابة،لكن النص المفتوح ليس شكلا فقط،أوأن الشكل في تمرده الإسلوبي قد يساعد الى حدما في وضع التجنيس مقام الإسم،لان فيه عمق بنيوي للمفردة الواحدة وهي تؤطر نفسها بعمقها وتتحول الى قواعد في اللغة من خلال تقطيع العبارات ووضعها ضمن دائرة منزع
القوس،فتشمل مظاهر من النحو التوليدي، والتنقيط كأسلوب يحدد ويعطي قيمة فنية الى كينونة اللغة، ومثالية الدلالة،كماأن في السياقات الفنية للنص يكون هكذاعمل بمثابة عتبة للمفردة تساعد المتلقي في التخلص من التغريب المرافق للنص المفتوح وإستجلاء الدهشة والانفتاح في التأويل
نسيان ... :
الوجوه
تخلعُ أبديّةَ المرايا
... تغتسلُ
بدموع القتام ...
فإلامَ يبقى الإسم
بلا إرتعاشة ..!؟
.... إنتساب .. :
الإنتظـــــــــــــار / الظِّل
وهذا ( تمرد فني على القوالب والصيغ الجاهزة وبذلك فالتجريب والتغريب والغموض شكل من أشكال التمرد الفني،إذ ان هذاالنص يساعدعلى خلق استعارات جديدة

إذ تتحول لغة الشاعر إلى لغة ترميزية متفتحة دلالياً في آن واحد وفك شفرة النص الذي يتحول إلى سلسلة من الانزياحات)
مقدَّرٌ بنزوةِ الإنتحار
على فرجِ النهار
يلمُّهُ
الحضنُ السّاربُ مضمّخاً
بمنِّيِّ الصّحوة ..
.. إحتضار ... :
الورود
شفاهٌ زجاجية
سترفرفُ
فوقَ رِمسِ الفجر
الأعلان عن المسكوت عنه في النص المفتوح يترك للقاريء مساحات فضاء كبيرة من الحرية وهو يتنقل بين السطور والكلمات، والعبارات،والخطوط المائلة،والرموزالرياضية والفيزياوية وغيرها،وهذا التعامل الحر مع الكلمة يجعل منها كائنا حيا له طعم ولون ورائحة

ووجه (رسم محدد)وعمر( تزامني او تزمني )،كل هذا يمثل موقفا منفعلا للخلق الفني في كتابة النص،فهواذاًغائيٌّ،يتجول في فضاء القبول اوالرفض وتمرد اوعصيان يبحث عن وسيلة جديدة للاثارة وشد انتباه القاريء .
.. ــ قسماتُ الأشياء .. جدرانٌ خرساءــ
وليس هناك معاجمٌ
لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
وقد تتحول المفردة الواحدة بدل الجملة الى الاستفزاز وهذا القدر يكون بزوغ الوجه الآخر من النص المفتوح في الشعر وهو الاقتصاد المؤدي للدهشة،وتحطيم تلك الاغلفة البالية،ممايساعد في حقن عقل المتلقي بعلامات يتوقف عنده اللإستقصاء وبالتالي أستسلامه للذة الفكرية .
وليس هناك معاجمٌ
لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
حوصلةُ الصبّارالصابيء

تنسجُ سلسبيلَ الإبتساماتِ المنفوشةِ الريش
وهاماتُ المغامراتِ الصُّفر
تخرُّ .. ،وسوفَ،على الأناملِ المخضّبة
بدماءِ المحّاراتِ المستباحةِ الشطآن ..
وقد ...
نامت،وهيهات،صواريُ الصباحاتِ المحتدمةِ الأريج
فوق
غصنِ الناي المتشدّقِ بقصصِ اللقاءاتِ المنسية
خلف
صليلِ العِناق ...
......... إنخماد .. :
الأهدابُ الأليفةُ المنافي تُلجمُ
شهقةَ الحمامةِ الوحيدة
فماغيرُالمضيِّ بمسيرةِ الألفِ لهفةٍ
تعانقُ
النبضَ المُسمَلَ

بأضلاعِ صلواتِ المطر
إذا كانت الغائية من القراءة هي خلق الاسئلة،فالإجابة تكون حتما من حصة القاريء،يقول الشاعرالفضلي (فتتشكل طرق من المهارب المكازمانية ( ذاتويا داخليا) بديلاًعن الواقع الوضعي المعاش( وان اثناء وقت الكتابة / القراءة ) ذلك الواقع المكبل بالممنوعات وضوابط الآيديولوجيات من كل نوع والتي تصادر حتى الحراك الداخلي للفرد (والتي تصل احيانا درجة اقامة نقاط ومحاكم التفتيش على كل فكرة وشعور يحاولان الانعتاق عن قيودها الصارمة )
.....( الميلاد = رؤياغيرَمشروطة ) ..
... أينونة .. :
حداءُ زنبقةِ الوديانِ الصديانة
للزوارقِ الغريبةِ اللجة
ينسابُ من
بينِ شفاهِ الغَلَس
في هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأةِ المهد ....
... / إنها آخرُ الممالكِ الآبقةِ بسرِّ الرغبةِ

..... المحلِّقةِ حتى تخومِ الزمانِ البِكر ( لاأثرَــ بل ـ لكن ..) ..
الدست الأول :
النقلةُ اللا أدرية .......... : ... !!؟؟
ونعتقد أن النص المفتوح يرتبط عضويا باللغة وفنيتها وقواعدها إن جنس تحت إسم (النص المفتوح،أوالتنافذي ) لحريٌّ أن نطلق عليه (النص المشارك) على أساس كونه ينتمي لكل الأجناس الادبية،وليس عابرا لها، لكن التعريفات تحاول الاشارة الى إبعاده عن جنس النص النثري كونه مصنوع من جنس الرواية وليس من قصيدة مابعد الحداثة النثرية .المقارب المفكر يريد أن يجد له مخرجا وقوانينا ليجنسه ضمن تسارع المنظومة الأدبية،وهذاخلط مفاهيمي كبيرلأن النص المفتوح من ولادة نثرية،نص فوضوي يتقبل العبثية والجدية والوجود من كل زواياه ونخشى أن نقع في قوانين جديدة كتلك القوانين التسع لجوليا كرستيفا،لنعود من جديد الى قيد الشعر وحرب المفاهيم في أضدادها، والفوضى لاعلاقة لها بالقانون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق