لا غدٍ يلامسُ كؤوسَ الغموضِ ولا مسافاتٍ تطرقُ أبوابَ الصمتِ والموت ,
براءةٌ جزعتْ كثيراً كراقصةٍ لا تحترفُ بفن العيون , وخلف صمتها يكون ضياعاً وأحلاماً وظلام في أملٍ للتعساءِ عند صرير الأجساد اليابسة من مزامير الندم
والفجرُ والجمرُ ُ يتوسلان قرصاً خبزتهُ الشمسُ بخوفِ النورِ والبصرِ من ضمائرِ الأحكام والخطيئة , والجرأةُ شبحُ يطاردُ مجانين الفراغ نحو مساء بِخلَ حتى بقنديل يتيم وتجولَ في نوافذ ٍ وأزقةٍ وشوارعٍ عتيقةٍ بات فيها حلمٌ اليم ودمعةٌ استسلمت لخريفِ دهرٍ تثيره مشاعلُ الدهشةِ وتعترفُ قهراً ..لا نوافذ لنعيق الرحيل الأبوابُ مغلقةٌ في باحاتِ الاختناق..فقط هي المرايا المحطمةُ تبحثُ عن نزهةٍ غامضةٍ في جفونِ البراءةِ و الثرى,
هذه العيون التي لا يغمض لها جفنٌ تتجولُ بين ذبولِ الفصولِ تطاردها الريحُ عند كل رصيفٍ ومنفى وتغتال من الغربة عرساً توشحَ السوادَ ورسم على سريرِ الليل أرقاً وعدماً للأبد..
تتجلى براءةُ الحسون.. للحظةٍ واحدةٍ خلسةً من شتاتِ العواصفِ والرعدِ ولعّل الريح تهدأ والنارُ تتركُ للسعيرِ هرولةً أخرى ونواقيسُ الحزنِ تتجلى طربا..
أي براءة .. تغازلُ احتراقَ الشمس وتضاجع تخرصات الجنون بكل قوافل الوجل خاطتْ ضوؤها الخافت هاجساً وظنوناً وغمامةً هوجاء تحرقُ وجهِ الخجل ؟؟
وحينها تنطلقُ كجسدٍ مسجى يغفو بلا وسادةٍ فقط جنحٌ مكسورٌ على حباتِ رملٍ كستْ سمرتَها بسرابٍ وأنين..
براءةٌ من جزعٍ وخوفٍ وذاكرةٍ كانت تبتسم لطيرٍ يتنهدُ تسابيحَ صيفٍ وخريفٍ وشتاءٌ ترهقهُ كوابيسٌ مبهمةٌ وليلٌ يتسكعُ على إطرافِ مدينةٍ مخربةٍ فيها مخبرٌ سري يراقبُ همومَ القناديل ويسامرُ ذاكَ الخيالِ في وحلِ الخطيئةِ والحراب ,
رحلت قرابينُ الحسون مرةٌ بعد أخرى عند جبلٍ من العتمةِ لعّلها على موعدٍ مع سراجٍ باهتٍ وعصفورٍ تقطعت أوصاله مراراً يختزلُ سنينَ اللوعةِ والحرمان ..
ولكن يبقى للحلمِ نارٌ ودمعٌ وطيفٌ أبعادٌ توسدت سريرَ الجنون وحمامةٌ تحنُ لعشقِها القديم عندما كان الوطنُ بلا حريقٍ وعندما كان الحبُ مملكةٌ وعروش ..
تكاملتْ براءةُ الحسون في قلبي بقربانٍ غريبٍ حدَ اللا سمواتٍ بروحِ طيرٍ على شفاهِ نخلةٍ عاريةٍ
أنها دمعةُ حزنٍ من قلبٍ حنين منحنياً على جرفٍ بلا هويةٍ يهب ُ الحبَ كطير ظمآنٍ يبحث عن ماء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق