سندباد ... تمهل قليلا سندباد
أ مددتَ فوقَ سفينِكَ المعطوبِ
باليةَ الشراع..؟
وأرى بعينيكَ إلتماع
تومئ ذراعُك للوداع
ترنو إلى حُلمٍ مُضاع
حلمٌ يضجُّ بمسمعيكَ له نداء
أَوَ ما كللتَ من البحار؟
أوَ ما تُطيق ألإنتظار؟
أفلا ترى البرقَ يومضُ ناراً ؟
أم تَراهُ النضار؟
إطوي شراعَك سندباد
ما عادت ألأضواءُ تلمعُ في المرافئِ خامدات
ومدائنٌ كانت تدبُّ بها الحياة
ما عُدن إلا كالجذوع الخاويات
ولَغَتُ بأهليها براثنُ عُسلان الفلاة
تلك الوجوهُ النظِرات
صفراءَ أضحت شاحبات
أفلا تصيخُ السمعَ
نبضاتُ قلبِكَ جامحات
رقصَ اللهيبُ على الضلوعِ الخافقات
ويغصُّ صدرُكَ جمراً من ركامِ الزفرات
تجري الثواني مثقلات
والليلُ أنجُمُهُ غرقى
والبدرُ قد ألِفَ الغياب
رعدٌ وبرقٌ يخطفُ ألأبصارَ في همسِ السَحاب
وهذا ظلُّك الراعشُ ما بين سطوعٍ وإحتجاب
أهو الحنينُ إلى السراب ؟
إصغي فلا شيء هناكَ سوى الرياحِ لها عواء
يتثاءبُ البحرُ السحيقُ
كما الحريق
يمتصُّ ذراتِ الهواء
يعربدُ موجُهُ العالي
وقد حجَبَ السماء
كالوحشِ حين أفاقَ يلعقُ بالدماء
إطوي شراعَكَ سندباد
هذي عيونُ الموتِ...
عيون ذئابٍ سابغات ... ترقبُ بالخفاء
قد لا تؤوب وقد تؤوب وملءُ كفيك الخواء
ألى أين تُبحر بالسفينة سندباد...؟
أ إلى لقاء.. أم إلى غير إنتهاء؟
..................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق