في محيط الصالحين تظهر هناك حالات شاذة تثير الاستغراب ...
كيف يمكن للمحيط العائلي الملتصق بنبي الله وضمن الدائرة الخاصة به أن يظهر ابن شاذ او زوجة غير صالحة ؟
كيف لذلك الابن أو تلك الزوجة إلا يتأثرا بالنبي ورسالته وحتى خلقه على اقل تقدير ..؟؟
ما هو التفسير المنطقي لهكذا حالات ؟ لتأمل تلك المسألة المتكررة الحصول في الحياة الاجتماعية لأولياء الله والصالحين ...
لابد من اصطحاب هاتين المسألتين الهامتين :
الأولى :
السنّة التكوينية لله تعالى في خلقه في إخراج الطيب من الخبيث وإخراج الخبيث من الطيب ذلك الاستثناء الذي صار قاعدة والذي نجد له حضورا ليس في عالم الإنسان فحسب بل في كل العوالم من حولنا .. والأولياء الصالحين بلحاظ بشريتهم تجري عليهم من قوانين عالم الإمكان ما يجري على غيرهم ..
الثانية :
إن وجود الشيطان ليس وجودا هامشيا في حياة البشر.. حقا إن أولياء الله وبحكم عمق ارتباطهم بالحق سبحانه ليس له سلطان عليهم, إلا أن اللعين لا ييأس منهم وحين لايجد منفذا الى عوالمهم المقدسة فإن مهمته تتحول الى البحث عن مناطق رخوة في محيط الولي الصالح .. لتعكير صفو العلاقة بينه وبين محيطه العائلي الملتصق به.. وقد يجد اللعين تلك الثغرة في الزوجة أو الولد أو غيرهم ..
أما مسألة تعامل الولي بمحيطه العائلي :
فتحكمه قواعد خاصة .. فهم لا يتعاملون مع الغير أصحاب النوايا السيئة حتى تتجسد تلك النوايا الى أفعال وتتخذ مظهرا خارجيا بتصرف قولي او عملي حينها فقط تتحدد ردة فعل ذلك الولي الصالح وبما ينسجم مع الحكم الشرعي بعيدا عن العاطفة والانفعال او تدخل الجانب الشخصي ..
وللأسف .. إن منهجية تربوية كهذه يجد فيها المنحرف القريب من الولي الصالح مساحة كبيرة ليمارس دورا نفاقيا مظهرا الولاء مبطنا التمرد كما حصل لأبن نوح النبي . أرجو من القارئ الكريم أن يصطحب تلك المسألة الهامة حين التأمل في قصة يعقوب ولوط (عليهما السلام )إن شاء الله تعالى .
جواد الحجاج / تأملات في أحسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق