أبحث عن موضوع

الخميس، 28 مايو 2015

قراءات في دفتر الجنون ....88 ( التمازج الأبدي)........................ بقلم : عباس باني المالكي /// العراق





غادرت مواقد كفي لتسكن بيتا دون نوافذ الروح ..
دون شبابيك تصد برد العزلة ....
تتنفس جمر السفن القادمة من شفاه البحر حيث كنا هناك نرسم خرائط موجنا الموشومة بالدفء والحنين ...
لم تعد الذاكرة تحمل أحلام الرجع البعيد حيث كنا نكون مملكة الأسفار من تضاريس العالية باليقين لكي نرى الزمن قادما دون أنين المواعيد البعيدة بمسافات تشبه القارات ..
المسافات تجمع غبار الصحارى دون تلاقي المركبات القادمة من مزارات عيوننا سوى خيوط الهمس الممتد كشرائط ضوء القمر الحزين ..
عندما تكون معابد الغيم طقوس الضوء المنكفئ من النجوم ...
حيث يداوي الهلال جراح الليل الأخير من موعدنا أن غدا سوف يأتي بأقدامنا وروحنا تنتظر التلاقي في سياحة الزمن المترع بغياب المكان عند ساحات الهواء الهابط من الأعالي إلى جرف عشقنا الذي لا ينقطع ضوئه ، فقد صادقنا زمن الأبد ...
كي نبقى اللوحة في شرائع الكون ...
أصعد جبل الروح حتى القمة الأخيرة من ملامسة سماء أضلاع العشق التي تستوعب كل المدن دون أن تنفذ توهجها ...
هي الانتماء حتى الزمن الأخير من بقاء الجنة على أجنحة الملائكة حين تهاجر الأرض إلى دروب موقوفة بالتمني من عصور الأيمان...
ليس النار هي احتراق الحطب في جرح البرد بل النار هي احتراق أضلاع العشق في بعد مسافات الفراق وانكفاء الروح في عزلة القارات حيث يصير الرماد قوس قزح في الأنفاس حين يهطل اللقاء مطر الأرواح التي تخزن سماء الذكريات دون غيم النسيان...
من يريد الخلود فليدمن العشق دون أرجوحة السؤال ...
فقد كتب العرافون أن خلف الروح عالم من جنة العناق والتمازج الأبدي ...
سأفارق خطوي كي تطير السنونو من قبب الأبد وتبني هجرها بين مواسم روحي التي ما عرفت الفصول إلا بين عينيها ...
أسقطت حروف الروح على زوايا حنين عيون العشق عندما يزور الأفق المجروح في شرايين غاباتي كي تعانق دم الطيور الممزوج بلون نهار لا يأتي إلا بخيبة المساء عند أشجار تضيع لون الضوء القادم من نجمة الزهرة ...
أنا أصل بعشقي إلى أبدية أشجار في معنى فراديس الآلهة ..
أني عاشق لا يعرف التوبة من روحه حتى وأن جاء فناء العالم في الزوال ...
لهذا سأتوقف عند بوابة الأبد دون المرور على سواحلها التي أغرقت القمر في الرمل قبل وصول نوح من أسفار الجبل المعصوم في أبدية العشق عند الرب ...
وسأرمي جدار زمنها بأخر الحجارة التي أذبلتها الأيام عند نعاس النهار على حافات موج التلويح إلى عصور الصدق ... وأسافر دون الالتفات إلى الفناء ...دون ؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق