بشرني العرافون أن عيوني حلما مستيقظا على تراتيل الهواء الذي ضاق في تنفس مرورنا عند أكف الأقدار الممزوجة بعصور النسيان ...
قد كنت فيها الأبد وكانت تبحث عن اللحظات الفانية من أجنحة الزمن وتشرب أول المساء عندما تسقط النجوم بلا تأشيرة الأتي إلى مدن اللقاء حين البحر يضاجع سفن العزلة والانتهاء ....
لا يصل العشق إلا من تطهر من عصا الندم وأمن أن الروح لها موقدا واحدا حتى لو اكتنف العالم شرائع البرد وحتى وأن بعدت مسافات الحنين ..
فالدفء ليس ملامسة الجمر بل الدفء من يأخذنا بين ذراعيه كبشارة الحنان القادم من أعماق قرون الروح حين لا يصبح الجسد كشواطئ والانتحار على أشعة النيازك المتهمة بالتراجع عن قطرات الندى في بكارة نهارات المطر بل يصبح الجسد ارتجاف الشوق المتنهد بإغفاءة الروح على وسائد الحلم والأمان وتكون له لغة لا ينطقها إلا مع حنان جمر الجسد الأخر الواقف بين الأضلاع ليرينا شفافية الروح ...
دون الهجرة إلى الأطراف ...
هو التوحد إلى أن تمتزج حروف الأسماء بينهما ويصير الاسم الواحد الموحد دون جذوع
بل ألق امتزاج السماء على أسرة الأبد ....
لا يخفت الحب حتى وأن ضمرت النجوم في طريق الجسد ..
حتى وأن صار الجسد ملاذ النوارس التي تقتفي مسارات الماء في زمن العطش ...
حتى وأن انفتحت أبواب التيه للعمر المتأخر من احتراق الغابات ...
سأتوقف على ناصية العالم كي أراقب ذوبان القلب في الوجد الأول من إعصار الشهيق حين كنت أتنفسها كالهواء الوحيد للحياة ...
قد غابت عن عيني ترتدي ثياب قحط المسافات ..
لم تبق في داخلي سوى هواجس جمر أطيافها ...
مرة أقربها ...مرة أبعدها ...
مرة أحمل رأس النعامة في جرحي لأدفن أحلامي في برزخ وسائد الأرق وتصير السقوف علامات خيالي ، ولا تأتي الإغفاءة إلا والفجر يأخذ بقايا السقوف ويغادر ...
يصير الليل كتاب أوزع أرواقه على ارتجاف عيوني كأنها أشارات الانتظار لحلم يغزو في دول أقاليم نومي ....
أنام النهار وأنا أمسك بيدي أرق الليل الطويل كأنه صرير الرحيل باتجاه المنفى...
أسير في دروب الحدائق وأنام دون أجنحة الحمام ..
لعل غدا يأتي دون أطياف الأرق ....
أغفو دون إصرار الذات على أنها تعيش بدمي ..
أغفو كأني أثنين ..
وأغفو ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق