حين جاءت الحرب
بلا سماء
ذهب أبي إلى سواترها
ذهب ولم يعد
فتشنا في كل القوائم
الشهداء والأسرى
لم نعثر على أسمه
فسُجل مفقودا
وقد انتهت الحرب
منذ أعوام
ولكنها استعرت
في بيتنا
فأمي قبل ذهاب أبي
خاطت أزرار قميصه
ألا واحداً نسته
ومن يومها
أخذت تحدثنا عن ذنبها
وأهمية هذا الزر
في حفظه من الأقدار
في الحروب
و...و
واضطررنا لإرضائها
بتشييع هذا الزر
إلى المقبرة
وإقامة مأتم عليه
تحولت أمي إلى إبرة
تخيط كل زر تجده أمامها
ومنذ تاريخها
لم نستطع أن ننزع
قمصاننا
لكثرة أزرارها
وإبرة أمي مازالت تخيط
حتى ذاكرتنا.....!
وأبي مازال مفقوداً
في أزرار أمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق