في حي القصابين
قال الرجل العجوز معترفاً
أمام كاهنه الأشعث:
ـ أنا أذبحُ الخراف في مجزرتي
ليلاً
ـ لِمَ ليلاً كلّكُم قَصّابونَ؟
ـ لأنّ لي في الذبح طريقة
أحذرُ أن يتعلمها غيري
أنا يا أيها الكاهن المُعظَّم
مُنذُ أن أورثني والدي هذه المهنة
أَسَرََّ لي بهذه الطريقة
شدَّد عليّ أن لا يتعلمها
غيري
قال والدي قبل رحلته الأبدية
في الليل إذبح ما تشاء
كيف تشاء
ستكون خارج منطقة النظر
القانون ينامُ في الليل
الذئاب تزداد دموية
والجزّارون يكثر بريقُ مِدْياتهم
في الظلام
2
(نزف على قارعة الطريق)
الجرّافات المغولية ترقصُ
على أشلاءِ مُدنِ
الصمت
تستهزئُ بي
بالمدن العارية
تمدُّ خراطيمها في
العمقِ اليباب
تُفتّـشُ في المقابر
عن جُثةَِ
بنِ النُّصير
الحانوتيُّ ثَمِلٌ
يراقص ُظِلّه
هُوَ مشدودٌ
إلى نورسةِ
الضُّحى
مذهولةً تحومُ
فوق الرءوس الصّفيح
........وتنزفُ
هو قد مات وهو غضٌ غريرُ
يرقصُ الدهر أُفقهِ والعصورُ
والرفاةُ الغفاة هم حاملـــوها
هم يسيرون وَهــيَ فيهم تسير
(وأنت في مملكة النفايات لا تتمنّى إلاّ أن تكون نفاية)
نفايات مُعمّرةٌ
تحوصلت بها صفائِحُ
العفن
ركلتها الدروب
تناسل فيها
الذباب
بين فينة وأخرى
تصفعها الريحُ
فتفزُّ بليدةً
كان يبحث في
جيوبِ النفايات
عن سند دارهِ
الذي أكلتهُ
القمامة
وصوت القاضي الآتي من غياهب
التصحّر
يشاكس أسماعه
تمَّهل
أيها المستباح
الرؤى
أنت في مملكة النفايات
من أباح لك المرور؟
عليك أن تكون نفاية
ليحق لك أن ...
يا قاضي المملكة
أنا رجمت عاقر ناقة صالح
لعنتُ شمراً
وسألعنُ كلّ من يسرق
قيدَ داري
....................................
من مجموعتي الشعرية /الشاعر وسفر الغريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق