أبحث عن موضوع

السبت، 11 أبريل 2015

جدار ابدية الكون ....................... بقلم : مالك الكاتب /// العراق



في مغبةِ صراعِ القوى الشيطانية - البشرية - المستمر الذي لا نرى له نهاية ، ذلك الصراع الممتد من جوف التاريخ الى ما لانهاية ايضاً ، أجدني انظر من على تلٍ في وقتٍ ، ثم اصعد على متنِ هليكوبتر لأنظر مرة ثانية في وقتٍ اخر ، والأكثر من ذلك أجدني اليوم انظر من خلال خرم في جدار ابدية الكون ، وارى من ورائه التكوين المُخيف لهذه الحياة ، وانا كَمَنْ يجعل هذا الخرم ثقباً لعدسة مايكروسكوب دقيق جداً ، ماذا ارى ؟ وماذا هناك ؟ ...
هنالك الحرب المستمرة التي لم تهدأ وربما لن تهدأ ، وهذا ما جعلني اصرح اخيراً من خلال شفرة مقص : " الحرب هي الحالة الطبيعية في حياة البشر ، وما السلم الا لحظات تمر وتمضي ، وهذه الاخيرة لا تشكل الا عارضاً غير أساسي في سيرورة الحرب الدائمة ..." ، لذلك ليس علينا ان نستغرب من استمرار الحرب بل ما يوجب الاستغراب؛ اذا وجدنا السلم يأخذ مكان الحرب !!!! ( ألا تشكل هذه فنطازيا تامة ؟ ، لكن ما الحل غير ان نرجع الأمور الى مواردها ، ونحاول ان نعلل المشكلة ، فإذا لم تكن كذلك لما كانت كذلك ؟ واذا لم نكن كذلك لما نحن كذلك ؟!... ) ...
وفي هذه الأثناء رجعت لعدسة ميكروسكوبي مرةً ثانية ، وضعت عيني مقابل ذلك الخرم العجيب :
- ماذا ترى الان ؟؟!
- لم ارى جديد ، كما العادة ، جثث هامدة ، دماء تسيل ، اجساد محروقة ، ارواح مشردة ومعذبة ، واشباح تائهة في متاهات الوجود المر ، وحقائق مذبوحة بسكين الدين النتن وعماماته الجائرة ومقولاته القذرة ، ومتدينين اولاد كلب ، ومصاصي دماء ذوي كروش منتفخة وأسنان سوداء مهشّمة على نصفها ، وشعب مُستحمَّر ، وناس نائمين ، وما يسمون أنفسهم " مثقفين" يسكرون لغاية الفجر فيتبولون في اقرب انعطافة على الطريق ثم ينامون ثم يسكرون ، والثقافة وزارة بفساد مستشري بمافيات شائكة .. وسياسيين اولاد كلب ، وكلّ ما تريد ان تراه في هذا الجزء من العالم ( بلاد الاشباح ) ، ووووووو ......
بين هذا كُلّه سمعت أصوات من وراء الجدار ، تصيح وتستنكر ، احدهم ينهال ضرباً وإهانة - بقوته وعصاه - على مجموعة من تلاميذ ابتدائية ، في مشهد درامي وحركات غير عبثية - عبثية ، يقوم بترتيب وقوفهم بخط مستقيم ( كما يفعل داعش حين الذبح ) وينهال عليهم صياح وضرب وصفع ... بعد ساعات انتشر الفيديو من على صفحات التواصل والقنوات التلفزيونية والإذاعات ، الكل يشجب ويندد ويطالب ، هيئة الفساد ( النزاهة المفقودة ) ايضا تدخلت، من غير رابط قانوني .... ( ولا اريد الخوض في نهاية قصة المدير الغبي هذا ) .. النقطة المهمة التي يجب الوقوف عليها ، ان هذا المدير لا يشكل حالة شاذة وغريبة ، لا ، بل هي حالة تكاد تكون طبيعية ، موجودة بنسبة ١٠٠٪ في كل بنايات التربية والتعليم، إذن لما الاستغراب الشديد ؟!! .. فأنتم جميعاً تعرفون ما يحصل ، وهذا لم يكن جديداً ، بل هو بناء أساسي فيكم ، ونتيجة حتمية ، لمخرجات المجتمع ومخرجات الوضع السياسي والثقافي والاقتصادي ، وكل مقوماته وتقاليده وأعرافه وما وصل اليه وما سيصل اليه . ليس غريباً ان نرى احداً يذبح او يقتل ، نعم ليس غريب ، فالقتل عادة ، والموت ثقافة أصيلة تتداول هنا وهناك في حياتنا وبشكل مستمر ... كلماتكم تدعو الى القتل والحرب ، أصواتكم أصوات نذير وشؤم وارهاب .. هذا ينتصر وهذا ينتقم ، وذاك يقتص ، وهذا يجتث ، وووو ... والحروب ....
ما نتيجة الحروب ؟ لا شيء غير ذلك ، فحقائق الحروب لا يمكن تفاديها : الموت والقتل والذبح ، والقسوة العشوائية ، وتكوين نفسي مشوه لجنس بشري ( ما زلت غير متاكد أهو كذلك ام صار هكذا ؟ ) ، وانحدار لكل قيم حضارية وانسانية وتعليقها ، وارساء نتائج فوضوية وزرعها في الواقع المريض اصلاً ، حيث المرض والفقر المتفشي والجوع والحرمان ، ومشاكل لا احد من أولئك اصحاب الكروش ( السياسيون ) يفكر في إيجاد حل ومعالجتها بشيء من التفكير والاقدام ....
وبعد كل ما نمر به ، ما الحل ؟ ،
ورغم ان تحديد السبب يبقى مهماً ، لكن الأهم إيجاد الحل ، وإيجاد الحل ليس بالأمر الهين ، انما يحتاج الى تضحية وموقف ، وتكوين بذور حياة بصوت انساني ، يحترم ويقدر الطبيعة البشرية وما جُبلتْ عليه ، ولا يدعو الى مخلوقات جديدة .. ( حتى هذا القول الاخير يسقط في ميدان النظرية ) لنعود الى ذواتنا ونسأل : ما الحل ؟؟
ليحاول كل شخص ان يجد حلاً - يقدر على تطبيقه عملياً - للخروج من هذا المأزق ، ويكتبه على ورقه ، ويعمل على البدء بتحقيقه والشروع فيه ..... ابدأ الآن ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق