أبحث عن موضوع

الخميس، 9 أبريل 2015

شجرة اللازورد........................ بقلم : أنور غني الموسوي /// العراق



أيتها النبتة الصخرية المغمورة في تبغ الثلج ، يا شجرة اللازورد الملفوفة بشلالات جبال ماشو (1) ، حيث الينابيع السرّيّة للكون، و شهقة في خافقي الشمس تعشق تراب بلدة سمراء بلّلها النسيم .
من هناك ، من روحكَ المورقة ، تطلّ علينا بجناحك الأبيض يا عراق ، تهدي البسيطة حكاية نور، بلون شال صبيّة تجمع البلح من نخيلات بستانها الصغير.
أنا لا أستغرب أبدا تلك الحدقات ، و تلك المسافات التي تجتازها رُكَب الحفاة . أنا لا أستغرب الموت و الأمل و أبتسامات الزمن المتساقطة في باحتك كتماثيل من شمع ، و أغنيات مخملية لعاشق قد ذاب قبل عام في وريقات المطر .
أجل ، هكذا ينحني جبروت الأرض اليباب ، و هباؤها المبثوث في الصدور الخاوية ، نحو آثار بهائك العتيد . نحو أغصان العقيق الأحمر و الرجل العقرب يسقيها بماء من فضّة .
هكذا ترسمني عصفورا بنيّا ، تمنحني قبلة نحاسية ، فأحلّق غارقا فيك كمركبة فضائيّة رأت وجها جديدا للقمر .
ألم يعلّمني صيفك الأسمر قراءة الندى ؟ ألم تصفع وجهي رمالك الساخنة ؟ ألم يغسل الفرات المقدّس زوايا حلمي البرّاق ؟ فصرتُ سعفة و زاجلا ، وصوتا مرّا لقلادة الضوء .

(1) مستوحى من اشجار اللازورد و العقيق الاحمر في جبال ماشو التي يحرسها رجال العقرب المذكورة في اللوح التاسع من ملحمة جلجامش .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق