أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

قراءات في دفتر الجنون ....66 ( شبكة الضوء )................. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق



الصباح يمد أصابعه كشبكة الضوء ليصطاد عيوننا بالاستيقاظ إلى رحلة الجزر حيث يكون صفاء السماء قريبا إلى مجسات عيوننا كأنه شراشف البياض وقت نهوض المدن من نومها عند حافة الماء الموشح بحضرة الموج القادم من ابتعاد القارات عن بعضها لكي تتشابك أيديها من أجل أن تحتضن البحار..
كان عشنا يتمايل وسط الموج كأنه يسافر في وطن الغيم و النوارس تحلق كأنها انتفاض البحر للتحليق وسط السكون الذي يغشى فراغات الجو حولنا ..
نشعر أن الغيم ينهض من بيوته ليعلق أردية الصباح على حبل السير إلى السماء على جناح الماء ..
كنا نحدق إلى الأفق نبحث عن الجزر فلا نراها إلا تله غسلت روحها بأفق الضباب الخارج من المجهول البعيد وكلما اقتربنا منها نرى الأشجار تغسل روحها بضوء الشمس لترتشف عصافيرها أغنية الضوء وتنام على خدر الدفء وتتمايل على ضحكات الأميرات وهن يحكن مسارات العشق في القصور عند الطرف الأخر من الماء ..
تستقر عيوننا على تحليق النوارس وهي تتسول عن بقايا تخمة الإنسان الموزعة قرب أكف الجزر ....
كان المركب يسير كأنه يفتح ضفائر البحر وروحه المسدولة على صمت المطر حين يغيب الضباب خلف وجه في فراغات الماء وهي تتطاير بالريح فترتفع بأجنحة الموج ورغبتها بالطيران فتختلط مع زفرات صباحات الغيم ..
نتسلق سلالم الماء إلى الجزر .....
هي مقود الماء في الجزر الخارجة من كفها ....
أستقر الموج رهبة من روحها النقية كأنها الصباح بطفولته ..
حين تضحك تأتي تيارات من البهجة الصافية تسكن روحي وأخذ المجهول الذي حولنا يسمح دمعته لتعاد ذاكرته إلى المعلوم ويصبح حالة من الوجود ...
كانت ضحكتها تسع الروح بأقاليمها نحو الأمل الدافق بالعشق والحنين والصفاء ...
اكتفيت بخزائن عينيها التي تلبسني طاقية جمال الأشياء في كل الفصول والدروب ....
يتراقص حوت القدر على أقدام المركب لتبشر الجزر الأحلام بقدوم الأميرة التي تفك أسر الأميرات من انحسار الحلم المعتق من ذاكرة المكان ..
وتتعلم الأشجار الفصول التي تغرق الحطاب من جفاف الجذور ...
كي يأتي الدفء بعد الشتاء وترقص العصافير على أجنحة الشجر وتمر دورة المواسم بهدوء وصفاء .....
عينيها جدولة الكون حين ينهزم التاريخ من أوراقه...
عينيها صديقة كل المواسم التي ترش بساتين روحي بكل أزهار الفردوس
كانت امرأة خارج النساء حين ينبت ضلع الطين على أجسادهن ....
كانت وطن القلب دون جدران المدن ....
كانت وكانت ....
افترقنا دون عنوان الروح بالمسير إلى وطن .. دون وطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق