ينفلت الزمن من دورانه البطيء في دائرة العزلة ليمتد كخط مستقيم يسابقني عبر ثقوب
الهواء كأنه طفل يعبث بخطواتي يبعثر ذاكرتي المحشودة إلى السفر ..
أخرج من صمتي وتوحدي مع الجدران التي صارت كقراطيسي تكتب عليها عيني هاجس الحلم البعيد الذي شظى روحي وذاكرتي فلا أستطيع جمعها إلا وأنا أنظر إلى مدى يديها وهي تقترب من أزهار حدائقي ...
أبقى مشتتا ضائعا بين حزني وحدتي وهمس الريح وهي تدق على زجاج نوافذي التي تغتسل بألق الضوء القادم من انعكاس البحر بين أضلاع الشمس أجمع روحي وهي تتقافز من يدي إلى السفر فرحا بخطواتي الذاهبة إليها .....
أنا هنا وهناك توزعني صفارات المركبات الذاهبة من مدينة تضج بالصمت إلى المدن تضج بالحلم..
أشعر بغربة المركبات وهي تودع المحطات بأخر نعاس الصباح حيث تصبح الشمس كلعبة الأطفال تأتي وتغيب وسط غفوة الغيم ...
فلا أعلم هل هي هكذا أم أنا أراها وسط قلقي الذي أدى إلى تشظي ذاكرتي والزمن حتى أخذت أشعر أن الأرض تزداد جاذبية على سير المركبات وهي تدخلني إلى زمن الانتظار ..
أحاول أن أقرأ خطوط يدي بالرغم أني لا أجيد قراءة الكف ولكن أحاول أن أهرب من بطيء الزمن وتثاقل سير المركبة وكأني أتجاوز مركز جاذبية الأرض لعلي أجد الجواب من هلعي أجده يخرج من بين هذه الخطوط وأعرف أنها واقفة عند الأبواب تنتظرني تتشبث بالانتظار كعكاز تهش بها الزمن ليسرع بالعبور من بوابته ويحرك بندول الوقت ...
كي نلتقي قبل أن يتراجع الوقت ولا يتقدم باتجاه تناسل أرواحنا قبل أن تسكن جسدينا
سنكون أول العاشقين تنزل الملائكة في دروبهم المؤدية إلى صفاء البحر بين كفوفهم ...
دون التلويح بانقطاع المطر في بساتينهم حتى وأن كثر الجفاف في غابات الأرض ...
ستكون لنا لغة نفك بها كل طلاسم الروح حين تعشق بكل خفايا الوجود ...
لنرتقي فوق تضاريس الأشياء وعناوين البشر ...
فهل نحن عاشقان حتى الجنون أم نحن مفردة الملائكة تغسل الأرض من جفاف الروح ؟؟؟؟
هل نحن ....؟؟؟؟؟؟
لكن قد افترقنا .....................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق