أبحث عن موضوع

الأربعاء، 3 فبراير 2016

القصيدةُ القيسيّة.................. بقلم : سلام جعفر // العراق




أيــا نوْرسَ( الـصوبين )صـرتِ مُـرادِيا
وجَــدْتًـكِ مـــن بــيـن الأنـــامِ دوائِـيـا

يَـهُبُّ نَـسيمُ الـصُّبْحِ يَـحْمِلُ ضَـوْعَكُمْ
وَأنْـفـاسُـك الــحَـرّى لـتُـذْكِـيَ نــارِيـا

وَمِــنْ صَـوْبِـكُمْ يَـأْتـي فَـأهْلاً وَمَـرْحَبا
لِأنْــسـامِـهِ يَــهْـفـو فُـــؤاديَ صــادِيـا

وَزَهْــرُ حَـبـيبي فـي الـصَّباحِ يَـزُورني
وَعِــنْـدَ سَــوَادِ الـلّـيْلِ يَـأتـي مُـدانِـيا

وَنـاهـيكَ عَــنْ شِـعْـرٍ يُـؤجِّجُ حُـرْقَتي
فَـأشْـعُر أنَّ الـعـشق مـلْـكي وَمـالِـيا

حَـبـيبٌ بِــهِ كُـلّ الـخِصالِ تَـرُوقُ لـي
وَأعْــشَـقُ أشْــعـاراً تَـصـونُ الـقَـوافِيا

وَمِـنْ أجْـلِهِ أَحْـبَبْتُ إسْـمي وَأَحْرُفي
إِذا مــا رَأَتْـهُ الـعَيْنُ غَـنَّى الـهَوَى لِـيا

وَمِــنْ بَـعْـدِ أحْـزاني وَلَـوْعَةِ مُـهْجَتي
يُـطِـلُّ عَـلَـيَّ الـبَـدْرُ يَـرْعَـى سَـمـائِيا

وَتَـهْـفـو إلــيْـهِ الـنَّـفْسُ كُــلّ هُـنَـيهَةٍ
إلـى بَـسْمَةٍ كَـالشَّهْدِ صـارت شِفَائِيا

إلـــى وَمْـضَـةِ الـعَـيْنَينِ فـيـها بَـلاغَـةٌ
وَتُـفْـصِحُ دُونَ الْـحَـرْفِ مـاكـانَ خَـافِـيا

وبــــدرٌ لَــــهُ بَــيْـنَ الـنـجـوم مَـهـابـةٌ
رأيـــتُ بــهِ هــارونَ يـدنـي الـجـوارِيا

سـلـمتَ حَـبـيبَ الــرُّوحِ إِنَّـكَ مُـنْيَتي
وَأدْعُــو بِــأَنْ تَـبْـقى ألـيفي الـمُوافِيا

( يـقولونَ لـيلى فـي الـعراقِ) وزيـرةٌ
ألا لـيـتـها تـــدري وتـــدركُ مـــا بِــيـا

ومــا كـنـتُ مـمّـن يـرتـضيكِ سـفـيرةً
وقــد صــرتُ بـالسلطانِ بـعدَكِ خـاليا

وزيـــرةُ حُــسـنٍ والـجـمـالُ بِـوجـهها
أراهـــا لِـــداءِ الـقـلـبِ طِــبّـاً مُـداوِيـا

رايْــتُ بِـهـا الـصّـوبين والـكـرخُ دارُهـا
فَــيـا دارَهـــا لا زلـــتِ مـنّـي مُـدانِـيا

دَجـا شـعرْها كـالليلِ ارخـى غُـصونَهُ
ومــا زالَ هــذا الـلـيلُ بـالشّعرِ حـانيا

وإنّي شمَنتُ الطّيبَ من طيبِ نَحرِها
وفـيها شمَمتُ المسكَ يُدني الغواليا

لـكِ اللهُ مـن شـمسِ الـجمالِ بِـطلعةٍ
إذا اشـرقـتْ فـي الـكرخِ ردّتـهُ خـاليا

ومَــن لــي بـلـثمِ الـسّـاقياتِ فـراتَـها
وإنَّ الــذي يـسـقينَ ..يـرجـعُ ظـامِـيا

عـلـى مِـثـلها الـعـينانِ تـبكي صـبابةً
ويـبكي لـها فـي الوجدِ من كانَ باكيا

ألا إنّـــهـــا دارُ الــمــحـبِّ َُ وأهـــلِــهِ
فَـدَيْتُ لـليلى الـعمرَ مَـن كـانَ جـارِيا

سـأكتُبُ فـيها الشّعرَ بوحاً مِنَ النّوى
بـوحـي لِـلـيلى الـبـوحُ مــا زالَ راوِيـا

أنـــا اوّلُ الــدّيـوانِ… لـيـلـى خـتـامُهُ
فَــيـا لـيـتَـها بـالـوصلِ كـانـت خـتـامِيا

صـريـعُ هـواها الـيومَ ابـكي سُـيوفَها
بـقـلبي غــدونَ الـيـومَ بـيـضاً غَـوادِيا

رمـيْـنَ فــؤادي الـطّعنَ حـتّى كـانّني
طـعـيـنٌ مِــنَ الـحـدَّيْنِ طـعـناً مُـوالـيا

أيــا طـوْقَـها والـمـاسُ يـبـدو بِـجيدِها
تـنـائي جـمـالِ الـجـيدِ ادنــى مُـدانِيا

وإنّ الـشِّـفاهَ الـحمرَ يَـرمينَ شـهدَها
فَـلـيتَ رُضــابَ الإلــفِ سـاوى رُضـابِيا

اُبــادِلُ صَــبَّ الـعـشقِ مـنّـي صـبابةً
واُدنـــي إلـيـهِ الـقـلبَ مـهـما نـهـانيا

أنــا آخِــرُ الـعـشّاقِ لـيـلى حـبـيبتي
فـديْـتُ لِـلـيلى الـيـوم َتـلـكَ الـغوانيا

عـبرْتُ إلـيها الـبيدَ في القطرِ والنّدى
وَجُـبتُ إلـيها الـرّوضَ… حتى المغانِيا

فكانت كحصنِ الحبِّ حتى حسبتني
بِـلـيلى كـمـثلِ الــدّرعِ عـنها مُـحامُيا

أنــا جـيرةُ الـعشّاقِ والـشّعرِ والـنّوى
قـصـيدةْ هــذا الـقـلبِ تـبكي حَـواليا

وإنـي وفيّْ العهدِ والوعدِ في الهوى
واعـطـي لِـمَـن وافـيـتُ مـنـي نـواليا

أيــا طـيـفَها فــي الـليلِ لـو زُرتَ زورةً
شَـفـيـتَ بِـمـرِّ الـلـيلِ مـنّـي خـيـاليا

أُراقِـــبُ هـــذا الـلـيـلَ عـلّـي انـامُـهُ
ومَـن لـي إذا مـا نـمتُ… طيفاً دَعانِيا

بـكـيتُ عـلـيها الـدمـعَ سـتـينَ حـجّةً
فـمـا بـالُـها فــي الـصـدِّ لا بـل ويـاليا

اذاقـــتْ فـــؤادَ الـصـبِّ مـنـها مــرارةً
فـلـم ادرِ حـتـى الآن انّــى سَـدادِيـا

يـلومونني فـي الـحبِّ والـحبّْ بَـوحُهُ
لـطـولِ سـطـورِ الـبـوحِ افـنى مِـدادِيا

سـاكتبُ هـذا الحبَّ في الفلبِ قصَّةً
وأبـقى بـهذا الـحبِّ فـي الشّعرِ ثاويا

أهــيــمُ بــهــا واللهِ حــبّــاً يَــزيـدُنـي
مِـنَ الـشّجوِ عـشقاً منهُ ادنى فؤادِيا

ويــا جـيـرةَ الاضـعـانِ لـيـلايَ لا تـرى
فــهـلّا تــريـنَ الــيـومَ لـيـلى مـكـانِيا

أيــا دارَهــا فــي الـقـلبِ مـني بـقيّةٌ
تُــنــادي عـلـيـهـا الــعـمـرَألّا تَـلاقـيـا

ومــن بـعـدِها واللهِ افـنـيْتُ مـهـجتي
واسـلـمتُ يــومَ الـبعدِ مُـني رَشـادِيا

لِـليلى بِـاقصى الـقلبِ وجـدٌ يقودُني
لـــدارٍ عـلـيـها الـيـومَ أدنــي رَجـائـيا

ديــارٌ لـلـيلى الـقلبِ يـبكينَ شـجوَها
غـــدا دارُهـــا مـنـهـنّ بـالـبعدِ خـالـيا

ألا إنــهــا لـيـلـى تــنـادت لــمـا بِــيـا
ورقّـــت وقــد ابــدى الـتـهاجرُ حـالـيا

ســـمــوتُ إلــيـهـا بــالــودادِ وإنــهــا
لأغــلـي بــهـا واللهِ اغــلـى الـغـواليا

أمــيـرةُ حــسـنٍ والـجـمـالُ بِـوجـهها
اراهـــا لـــداءِ الـقـلـبِ طــبّـا مـداويـا

تـكـاتفَ غـيـمي فـي سـماءٍ عَـرفتُها
ولــم اخــلْ مـن هـجرٍ يـسرُ الـعواديا

عـــلــى انــهــا دارُ الاحــبّــةِ كــلـمـا
مــررتُ بـهـنَّ الـعـمرَ تـرمـي الـمرامِيا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق