أبحث عن موضوع

الأربعاء، 3 فبراير 2016

الدب والبحر................. بقلم :حسن المهدي // العراق



الدب اﻻسمر ، ومذ خفقت للحياة مع اول صرخة وﻻدة وارتطام للضوء في مقلتي وانا خارج من سديمي مقشر الجلد مرتعش واتلوى بين اﻻيادي الغريبة التي تتلقفني ذات اليمين وذات الشمال ، بدا يعلمني سر اﻻلوان وكان يقول ان للحياة لونين ﻻ ثالث لهما اﻻسود و اﻻبيض وكل ما عدا ذلك فهو خليط فنطازي تشكله انت باناملك اثناء عزفك وانت تؤلف سيمفونية فصول التحول ، وحين صحبني معه الى البحر كنت اجلس قبالته في زورقه ، ياالله ..كم كان ضخما عظيم الكتفين وله كف عفريت وراس مدور فسيح حتى ان اﻻفق كان يضيق بين جانحيه وكان مهيبا وهو يجذف البحر بكبرياء حتى ان الشمس كنت اراها اصغر منه بكثير وهي تطل خلل الغيم خلفه ، وكان يقول :ساعلمك مهارات الصيد والقنص وتجنب اﻻفخاخ وان ﻻ تستخف بالبحر يابني ، فهو سحيق وغدار ولكنوزه اسرار وانه حقا لمقبرة اﻻحياء وبعثهم ..
الغريب :
انني حين كبرت اكتشفت ان دبي اﻻسمر كث الشعر ﻻ يعدو كونه قطرة في بحر وذلك ربما ،لاننا حين نكون صغارا تبدو اﻻشياء بحجم اكبر مما هي في الحقيقة ، او هكذا يبدو لي .


2016:1:3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق