كان بحثي رحلة نزيف الدفء في صقيع برد أنفاسها...
كان القطار يعزي منشور الليل، وهو يودع أغطية النوم حين تأتي الأغاني مزدحمة بانصهار صوت الريح، التي بقيت مستيقظة بصوت مدن لا ترى الحنين، إلا عباءة موج تأتي دون تأشيرة الحضور من عصور حكايات الانتماء ...
ليس هناك غير الرغبة الحميمة لأسرة معبأة برئة الهواء الطازج بنداء أجساد تصالحت كثيرا مع الروح حين فقدت أرغفة دفئها في تنور الثلج ...
سكن طيفها أروقة روحي فكان حضورها ضمن مدى أصابعي، التي لونتها المواسم بالهجرة إلى مواقد الوجع عندما تغادر دون وداع على كرسي الأزل ...
فبعدها فقدت أرجلي وتدحرجت على الحافة الحادة من الاحتراق ...
توزعني الخيبة والمرارة القصية من سفر لم أعد أصل إليه، حيث كان ينتظرها البؤس المجنح بالأصفاد في مدن بريئة من البحر ....
أتحول إلى إنسان أخر لا يشبهني، حيث يأخذ اتزاني أشكال الجنون وتتحول عباداتي إلى كفر في الطرق المؤدية إليها ...
ليس هناك أحد ينتظر أحدا إلا أنا بانتظاري إليها، حتى وأن حاصرني الطهر بالخطيئة وتبعثرت خطواتي بين الحضور أو لا حضور، كي أخرج مقاسات الجسد خارج الرجل الذي يسكنني ...
أدمن جنوني فيها وأغيب بحضوري في جنة الوهم ....
فهل أنا غريب عن هذه الأرض ...
أحلامي تنشطر إلى مسميات غير مألوفة عليها، لأني أدمن ذاكرتي التي يسورها حنين الأنبياء فبالرغم من تورعي في مدن لم تعطني معها غير أرغفة الوهم وكوابيس سياط الوجع من داخلي ....
تتحول رحلتي إليها إلى رحلة داخل تشعبات ذاتي الممطرة دائما بالقطر القاني بالجنون
لهذا أفاوض ذاتي على النسيان، يخرج مني ألف إنسان يحملني على تثبيت لوح ذكراها
على جدران زمن الروح ....
أنهض من زمني فلا أجد غير ذاكرة المدن في وطن الرخام الموصول، إلى تلاشي الزمن حولي إلا الزمن الذي كانت هي عمره ...
لهذا قررت أن أصنع امرأة أخرى على قياس السماء عندما أرتدي زرقتها في أوقات اليأس والجنون ..
وأبحث عن عناوين لا تشبها وأداوي خراب روحي ..
وأغيب بالقطر الأخيرة من مطر الرماد ..
لعلي أجد بعض أضلاعي لم تحترق ...لعلي أغيب !!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق