يسير وسط الظلام الموحش حيث تقوده قدماه الى المجهول لا ترصد عيناه سوى وحشة الليل وحدته...يسير ويسير.. يقف تحت بقعة ضوء ليستريح قليلا، لا شيء يشرخ صمت الليل سوى مواء القطط؛ ينظر اليها تتراجع أراد الاقتراب منها، نظر اليها بعينين متأملتين، لا تخفي فأنا مثلك؛ أعيش بلا بيت او حتى حجرة تأويني تسلخ عني الحر أو أستجير بها من قساوة البرد ولا قلم ينطق بكلماتي؛ تركت بيتي في مكان وانا في مكان اخر، اتلفت فلا أجد حنان من حملتني ولا حب من أعالني، لا أجد سوى طيور بلا أجنحة فاغرة فاها تريد المزيد...
هيا اقتربي لا تخافي سأفتح الكيس وانظري ماذا سأعطيك خذي فهو نصيبي من الزاد هذه القطعة من الخبز مد يده نحوها، ثم سمع صوت يدوي في الارجاء..ماهذا؟!
من هناك؟ ينظر خلفه بنظرات متحيرة يلتهمه وحش الخوف ليس على نفسه بل على من سيبقى ينادي بعده..
ارحلي ايتها لقطط ارحلي فتلك الجيوش من المسوخ والشياطين التي تختبئ تحت جناح الليل تتوارى بسواده تريد ان تحتفل بكرنفالات الدم لا تخشي نعيقها فهي لن تقصدك ابتعدي...
وبعد دوامة من الصراخ التي جرفت ذلك الشاب لم يبق شيء لم يبق سوى كيس الطعام ينتظر المجهول ويعد خطوات تبقت نحو طيور تنتظر موتا مؤجل؛ نظرت القطط نحو الكيس بحزن فتركته وهربت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق