ها أنا أقرأ فنجان قهوتي
فأرى جبلا عاليا أصعد
إليه بصخرة سيزيف
و أرى سفرا في أفق مسدود
ومركبا يبحر في المجهول
وفي نهاية كل طريق هاوية
وأرى عقرب وأفعى
وأرى نور ينوس
وهج نار على أطراف الفنجان
ثم أدرك
أن حظوظي كلها تحكي
وجع الزمان و المكان
تراني أرقص في الاحتراق
و أركض فوق جسور النار ؟
فهل لي أن أشرب الكأس الأخيرة
وهل أتلقي كلمتك ؟
هل أفتح ذراعي لمجيئك المعجزة ؟
لفجر قدومك واصحو من هذا
العياء المطفأ المشتعل
جونارة سيا
أناديك من حصار الثلج
من فكاهة الفم المغلق
من ظلال الغابات الصقيعية
من متاهة القلب الضائع
من زمان النهار المسحوق
اه اه اه اه
أدعوك تمدي يدك و تبعديني
عن الضجر وثرثرة
الكؤوس المترعة
فأنا متعب
كأرجوحة الصغار
متعب كمركب تمزق شراعه
من ألف عام
وكسكة قطار وطرقة
ذابت فوق الحديد
و من سواد الليل الفاجع
اناديك من هشيم النفس
من عاصفة الوجع
تداهمني دون إنذار
الليل وحده يعرف أنني
بدونك جسد بلا روح
وبيت بدون سقف
دائما أشعر أنني ملموم من حطام
ولا اتماسك
دائما تداهمني الأشباح الراعبة
في كل هذا الظلام الداكن
لا شيء يضيء غير حضورك
لا ينحسر خوف إلا بعشقك
انك الحلم المنيع
وانا قوافل من الخيول
تصهل وراء ظلك
انا حبيس آهاتي ولا أجاهر
إلا عندما تكونين
أجاهر بالصمت
بنظرات العيون
بالارتباك
برجفة الصوت والشفتين
اريد ان اقولها ولا أستطيع
فأقولها بلمسة أنامل
بالخشوع بالابتهال
بالنداء الصامت
بالصرخة المكتومة
يا قلب الغفران والوجد والحنين
أين أنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق