تطْعَنُني المسافات وتقود قاطرتي إلى جحيم من الهجر لا ينتهي.. تقسو عليّ فأشتعل مثل نار في الهشيم ويجذبني خيط الغُربة ليخيط عقلي وفكري لأصبح بدون هُويّة.. لأصير كتابًا بدون عنوان، وتذوب الرّوح في الجسد لأضيع بين طرق الحياة الملتوية مثل عصفور صغير نفَق من عُشّه يتحسّس خطواته ويجرّب أجْنِحَتِه التي لم تكتمل فتلقّفته أفْواه الشرّ المترصّدة في كل الأمكنة..
تقتُلني المسافات الفاصلة فأفِرّ من نفسي وتنكسِر أجنحتي.. أمدّ يدِي لتُحرّرني من قيودي وأصرخ فهل لم يصلك صُرَاخي.. وهذا البعد لا يترك لي سوى تراتيل صلوات علّها تواسيني في دنْيتي المظلمة، علّها تكون بصيص ضوْء يبعثه الله من خلال خيوط الظلمة..
أحاول معانقة الأمواج فتسافر بي النّسمات ويحمِلني قوس قزح المنتصب في ذاك الجانب من الكرة الأرضية الى معانقة ألوانه العجيبة و تغمرني التّلال المترامية الأطراف و تلفّني الهضاب وتحجب الجبال الشاهقة الرؤيا عن عيوني فتكثر لهفة الأشواق..
يا أنس الروح و يا أمان القلب كم أشتاقك….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق