أبحث عن موضوع

الاثنين، 18 يناير 2016

قص ... الصورة ................. بقلم : رياض الدليمي // العراق



الصورة التي اراها الان في المرآة والظل الذي يلاحقني ليسا بالضرورة يمثلانني او يشكلانني ، عندما امعن التحديق أتأكد اني لا اعرفني اجدني غريبا عن هذا الشخص الذي يقولون انه (انا ) اليقين محض هراء القول ان صورتي المثبتة في الهوية كما هي مجسدة في المرآة او احتلت الظل الطويل او المقزم في الساعة الثانية عشرة من منتصف نهار قائض ، ففي احيان كثيرة هناك من ينكرني او يفنيني ويسلب الحق مني في الشعور بالانتماء الى مدينة او زقاق او رحم ابتلي بأنجاب من هم مثلي خارج ابجدية الانتماء . هناك من سطرني في خانات القبائل المحافظة التي ادعت انها اصل البشر ولم تنج سواها من الطوفان والغرق وقد اصطفاها نوح من دون البشر ، لكن ذاكرتي لم تسعفني ان كنت من ضمن الناجين ام حشرت مع امرأه نوح وأصبحت سليل الغواية وتراني بركة زيت تلظى من حشر معي اومن ينتظر .
وانا اقف على عتبة الميزان اتلفت حولي لم اجد سواي اسال اين امرأه نوح او الغاوون ، هل سيثقل حسابي واية كفة سترميني الى مصير موعود ام ساجد نفسي ماثلا امام المرآة استعد لليلة حمراء وادون تفاصيل الميزان واصف كيف كانت حالتي وانا اتوسد كفته وكيف غرقت في النوم ولم افق حتى ازعجني صوت الديك الذي يقولون هو الناجي الوحيد من بين ديكة القبيلة ؟ .
اسال نفسي لم هذا العجب ؟
ابدو مختلفا في كل لحظة كيف استدل علي ، الصورة خادعة أرى نفسي ذلك الرجل النرجسي الحالم بثوب كازنوفا او شهريار ، ومرة أخرى رجلا ارتدى العمامة والوقار واخذ يهذي بالمثل والأخلاق ، يسوق النصائح ويحذر من الفجور ويتمتم مع يمينه وشماله - كلامي اوجهه لهم ليس بالضرورة ان اتقيد بما اسوق من كلمات الاحتياط او التكليف - .
في احدى الصور كنت طويلا  لم اجد شريطا متريا قادرا على قياسي ربما كنت فرعونا شرب دنا من الخمر ليبلغ مدى مفتوح الافاق ليقترب من هاجس ينازعه او ارهاصة امتلكته ، هو العظيم القادر ان يبسط سلطانه عموديا وافقيا دون ريبة و خوف و حذر من فرعون اخر تمدد على سلطانه او حَلمَ ان يشاركه سطوته على اتجاهات الريح وشدته في الأعالي وعلى الأرض .
هذه الصورة التي تظهرني طفلا مدللا قد اكون (انا ) عندما كنت لست (انا ) او لم اكن فيها متشكلا بعد ، هي الأخرى لا تعنيني .
أتساءل وانا انظر - هل اللونان الرمادي والازرق اللذان ارتديهما هما المفضلان لدي حيث اعتدت ان البسهما في كل المناسبات البهيجة والمفرحة قد يمثلان ذائقتي التي تُدلل علي – الرجل الذي يرتدي دائما الرمادي والازرق – يُعرفني للآخر الذي نسى اسمي و من أكون .
احدق مليا في عيوني العسلية أرى سمكة هربت من بطش الصيادين ومن تلوث خلفته السفن التي تحمل سلاحا لجهات غير معروفة او لدول بعينها قد افلستها الحروب ، وسفن أخرى تحمل بضائع فاسدة و سلعا وامتعة وذخائر لجماعات فرت من اوطانها لتقاتل من اجل عقيدة هددت و سلطة صديقة قد تهاوت او اوشك سلطانها مهددا بالزوال .
هذه الوسامة التي منحتني إياها المرآة تخفي عطري المفضل الذي يصعب عليها ان تريه للرائي ، كأنني اتهيأ للقاء حبيبة او سأصرف حوالة نقدية مهمة ، افتش في ذاكرتي عن المواعيد وعن مكامن اللهفة لم ار فيها اثرا لامرأة أَحيتْ في نفسي عبثا ما ومرحا اتفقنا ان نقضيه على شاطئ او في شقة مشبوهة او في بيت لا يدل عليه احد .
أتذكر جاءتني اكثر من رسالة عتب عن عجزي تسديد ديوني فكيف لي ان انتظر حوالة بعدما فضحتني ديوني وافقدتني أصدقاء الوطن والغربة على حد سواء ؟.
اسال المرآة والظل - الذي يلاحقني طول الوقت - من هذا الرجل المجسد باللون الرمادي والازرق والابتسامة التي تملأ شدقيه وخطوط التجاعيد التي غزت جبهته؟ .
هل انا ( هو ) بشعرهِ الناعم وقد تسللت له الفجوات وتباعدت خصلاته ؟
كلما تباعدت الخصلات اشتدت مخاوفي ، ليس هناك من مساحة خالية الا وتسلل اليها الهاربون عن اوطانهم والعاشقون للقتال ، هل سيكون راسي اخر ساحات قتالهم ، وهل سيكون هذا الرجل المجسد بالصوّر - والذي تحتفي به المرايا وينعم بطوله الظل – متفرجا ومكتوف الايدي وعاجزا عن حمل سلاح ، وقد يكون مروجا للفتن ؟
....................................................................
15 ك2 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق