أبحث عن موضوع

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

ثمن بخس ( قصة قصيرة ) ................ بقلم : جواد الحجاج // العراق






لم يمر وقت طويل على اقترانها به حتى فجعت بخيبتها... التي احتوتها بكبرياء ..
كأنه آخر لم تعرفه يوما .. 
.. لم يكن يؤلمها كثيرا ما حصل فهو نتيجة طبيعية لسوء الاختيار ..
هي من راهنت عليه كمقامر راهن بكل ما يملك فخسر الرهان ..
حين تزوجته الجميع عارضها أهلها اقاربها صديقاتها المقربات ... حتى عقلها الذي يزعجها بتساؤلاته المنطقيه ..
لم تكن تسمع غير دقات قلبها التي سحرته كلماته ووسامته .. 
للمرة الأولى لا تستمع لهواجسها وتلك الأسئلة الحادة التي طرحها عليها عقلها ذات ليلة وكانت تهرب منه بوعي وتسكته بإصرار ..
ما عليها الآن أن تفعل !! وقد تجاوزت ثلثي الطريق .. 
ببقاءها خاسرة وفي المضي أكثر خسرانا ..
كل يوم تدفع ثمنا لا منتهى لفداحته .. هي تكابر حين يسألها الجميع عن أحوالها ..... تقول بخير ..
وحده أبيها من كان يعرف فهو صديقها الحميم ومستودع أسرارها .. بعد رحيله ..شعرت بضياع حقيقي .. أغمضت عينيها واسترجعت ..
كانت بين خيارين قاسيين : طفليها ونفسها .. وهي لا تفرق بينهما ..لكنها كانت مجبرة على قرار يوجعها .. 
تواترت خيباتها به ومعه ..فبعد إهمالها وخيانتها و انشغاله بعلاقات عابرة .. أكثر ما صدمها هو خذلانها بمروءته ..
ففي يوم و بعد تردد طلبت منه طلبا تأخر كثيرا .. 
طلبت الطلاق منه .. كانت تمني نفسها .. أن يصرخ بها رافضا فكرة الانفصال عنها .. او مبديا تمسكا بها .. مع وعد جديد تعلم انه كاذب لكنه لم يفعل، بل .. قابل رغبتها ببرود وكأنها تتحدث عن شأن ليس ذي بال .. ولم يكتفي بذلك ..
بل أوجع روحها ..ليتخلى عن آخر ما تبقى لديه ..على الاقل في نظرها ..
لقد ساومها بوقاحة .. على الثمن !! 
.ان تتنازل عن كل حقوقها مع مبلغ وقدره .. كان فيه قدره .
ذهلت وقتها .. 
هزت كلماته روحها بعنف كما تهز ريح خريفية عاتية شجرة مكابرة تجاهد للاحتفاظ با كبر قدر من أوراقها ..
..أيعقل ان تكون بتلك الدرجة من السذاجة بسوء اختيارها .. 
كانت روحها تبكي ..ولم ترد عليه .. وهي تحاول بكبرياء جمع شتات نفسها .. 
في اليوم التالي : سلمته ما طلب مع ورقة تنازلت فيها عن كل حقوق لها ..
مصطحبة طفليها .. وتمتمت في داخلها ..ما أبخس ثمن مروءة توهمتها فيك ..
جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق