التحرش هو سلوك عدواني يصدر عن شخص بقصد الاعتداء على كرامة وحرية المرأة الضحية دون رضاها مما يولد لديها مشاعر ارتباك أو انزعاج أو قرف يؤثر على أدائها في الدراسة والعمل ويشوش تفكيرها فأن ظاهرة التحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة بشكل عام سواء كانت موظفة أو عاملة في القطاع الخاص أو طالبة أو عابرة سبيل في الأسواق التجارية أو حتى " مراجعة " لإحدى دوائر الدولة حيث يتم التحرش بها قبل إكمال معاملاتها وأن أهم سبب لهذه الظاهرة هو النظرة الدونية للمرأة في مجتمعاتنا العربية - الإسلامية إذ ما زلنا نحمل عقلية وأفكاراً قديمة توارثناها، وهي ايضا جزء من العادات والتقاليد البالية إضافة الى الاجتهادات الخاطئة حول ما قيل ويقال عن المرأة ودورها في المجتمع ونعرف جميعاً طبيعة النظرة الدونية للمرأة وتمسكنا ومباركتنا للمجتمع الذكوري الذي نعيش فيه ورفض أية مبادرة لتغيير هذا الواقع الذي يغتصب حقوق المرأة وبحجج واهية جداً لا تمت الى الحقيقة بصلة كالدين والأعراف والتقاليد ومما شجع ايضا على ذلك النظام العشائري المعمول به في البلدان العربية والمؤلم أن هذه النظرة تشمل أيضاً طبقة المثقفين. .ان التحرش الجنسي بات من الظواهر الاجتماعية السلبية المتفاقمة في المجتمعات العربية ذات العواقب الوخيمة على الضحايا نساءً كانوا أم أطفالا بسبب قصور القوانين او عدم تفعيلها. وسيادة تقاليد اجتماعية موروثة تلقي اللوم في اغلب الاحيان على المرأة عند حدوث أية حالة تحرش.تتضح صور التحرش الجنسي بصورة جلية في المتنزهات والأسواق والشوارع حيث يتواجد الشباب وهم الفئة الأكثر تحرشاً في هذه الأماكن التي يزدحم فيها الناس يتعدى المتحرش بالعبارات اللفظية او الى اللمس حيث أن المرأة التي تتعرض الى التحرش باللمس تحاول الابتعاد عن المتحرش قدر المستطاع وتجنبه لكن بعض المتحرشين يمعنَّ بالتحرش بلمس المناطق الحساسة وسط زحمة الناس ويهرب بسهولة قبل رصده وهنالك حالات يتم كشف المتحرش ومعرفته وتحدث مشاكل خاصة اذا كانت المرأة بصحبة زوجها او أخيها كما ان المتنزهات اماكن جاذبة للشباب المنحرف يتصيدون الفتيات.لكن هناك بعض النساء او الفتيات يتسببن بوقوع التحرش بسبب طريقة المكياج والملابس الصارخة والسلوكيات الخارجة عن حدود الكياسة والأدب أي تبرج جاهلي مما يدفع الوحوش البشرية الى ملاحقة هذا النوع حيث تقع مشاكل كبيرة
اسباب التحرش:-
نجد ان السبب الرئيس هو دافع الشباب وحياة المراهقين اضافة الى الانحراف الأخلاقي والانحراف والشذوذ الجنسي هي من الأسباب الشائعة لهذه الظاهرة الموجودة لدى الشباب بصورة كبيرة كنوع من الاعتقاد بالرجولة وان الانحراف الأخلاقي والشذوذ أشد خطراً من بقية الأسباب فعند الشباب نستطيع العلاج من خلال التربية والتهذيب لكن أصحاب الانحراف والشذوذ هم الخطر الحقيقي لأنهم مرضى وقد نراهم أسوياء نعتقد أنهم أناس محترمون ومصدر للثقة لكننا نتفاجأ في لحظة ما بتحولهم إلى وحوش ضارية تفترس ضحاياها من دون أية رحمة او إنصاف .تعد ظاهرة التحرش الجنسي جريمة مسكوت عنها بسبب الحياء والضوابط المجتمعية المتشددة التي تحاصر المرأة ، وهي ظاهرة لا تقل خطورة عن الإرهاب حيث تفاقمت حدتها بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ودخول التكنولوجيا الحديثة كالانترنيت والموبايل، فضلا عن قصور القوانين التي تحــد من هذه الظاهرة ،حيث تواجه صعوبات لعدم وجود إحصائيات لا سيما وأن معظم ضحايا التحرش لا يقدمن بلاغات للجهات الأمنية المعنية خوفاً من محاسبة المجتمع للضحية ووصمها بالقصور والعار. وهي جريمة خدش الحياء من ذكر على أنثى سواء كانت تقع بالقول او الفعل او الإشارة من دون ان تصل حد الملامسة الجسدية
المعالجات والحلول
يكمن الحل في التصدي لظاهرة معقدة كظاهرة التحرش بالفتيات التي تتطلب جهوداً كبيرة ومركزة من قبل العديد من الجهات سواء كانت حكومية او غير حكومية أو سلطات موازية او الأسرة نفسها في موقف الدولة وهي صاحبة اليــد الطولى في هذا الأمر إذ يترتب عليها وضع السياسات والتشريعات الكفيلة بالوقوف في وجه الظاهرة والحــد من ازديادها وتشديد العقوبات ضد مرتكبيها إضافة الى تبني خطة طويلة المدى تستهدف تمكين النساء وبناء قدراتهن للدفاع عن أنفسهن تجاه هذه الظاهرة ، كما يجب عدم إغفال دور المؤسسات التربوية والتعليمية في التنبيه لهذه الظاهرة السلبية وتوجيه الجيل الجديد نحو فكر رافض للتجاوز على حرية الآخرين، أما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني فيتمثل دورها بالتزام نهج يعنى بمكافحة الممارسات اللاأخلاقية ضد المرأة واعتبار أن ذلك يمثل أولوية رئيسة في ستراتيجياتها وبرامجها ومشروعاتها لذلك ينبغي أن تتركز جهودها على تشجيع المبادرات الطوعية الرامية الى معالجة الظاهرة والتنبيه إلى ضرورة وقوف المجتمع ضدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق