أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

ماهو الشعر..وكيف يتكون ..؟؟؟.................. بقلم : عباس باني المالكي // العراق





ماهو الشعر..وكيف يتكون ..؟؟؟
أن أحداث  المكاشفة   الرؤيوية  في أي نص أدبي ، يتطلب معرفة   العلاقات  الجوهرية والشفرات الكامنه داخل النص  وهذا طبعا يتطلب  البحث عن مكنون النص والدلالات  التي تؤدي الى الكشف  عما يستطيعه الشاعر من أستخدام اللغة الذاتية  التي تقارب فكرته  الشعرية  في  صياغة   الجملة الشعرية  لديه: والشعر هنا يتطلب التخيل الأدراكي  الصوري عكس  النقد  الذي يتطلب تخيل أدراك رؤيوي،  لكي يستطيع  أن يفك الرموز والكوامن داخل  النصوص  الشعرية وفق أنساق الأفكار التي  تكون أنبعاثا   لهواجس الفعل الأستعاري  ، الذي يقرب  الحس  الوجداني من أعطاء  التوهج    المكتوم  داخل الذات  المنتجة للنص،  وهذا يتطلب  تقارب   التخيل  مع  الأدراك التصوري , التخيل  هنا ،هو الأمتداد الفكري والقدرة على  ألتقاط  الحالة   المرئية  المخفية داخل  ذهن  المتخيل ، ومقاربتها الى  الصورة الحسية البصرية وحين يحدث هذا التقارب لدى  الشاعرفأنه يعطيه  القدرة على أعادة ترتيب وموضعة  هذه المرئيات  وفق علاقاتها الزمانية  والمكانية التي  تجذبها حالة الذات   المتوهجة بعمقها النفسي  المنعكس من  حالة  المعنى الذي يريد أن يوصله  الشاعر، وفق أرهاصات الذات المنفعله أتجاه  قلقها ،والتي تسعى من أجل أن تعبر عن هذا  القلق الإنساني أتجاه الأشياء جميعا في  كل مفاصل  حياة  الإنسان ، والتي تؤثر بدورها على مشاعر وعواطف  الشاعر فتتحول  الى  رؤيا تلازم  أنتاج  النص وفق  الحضور اللساني  التعبيري  للغة  والتي تعطي الأحداث  المقاربة  بين  التأويل الدلالي وعملية الأستقراء الباطني للفكرة والتي بدورها تؤدي الى أعادة ترتيب الرؤى المتماثلة  مع  المحسوس والمرئي وفق الملكات  الذهنية للشخص ، التي تعطي التوافق مع رموز الذات الواعية وقد يتداخل كل هذا مع قضايا  الفلسفة وعلم  الكلام  والشاعر يكون هنا المنظم  للكون  وفق  رموزه  التي تحدثها  اللغة  في الفعل  اللساني من تشبيهات واستعارات  كي يحدث الأندماج ما بين الرؤى والمرئيات  الصورية , وهنا يأتي دور  الشاعر وقدرته  على أمتلاك  كل هذا  بالصيغ الباطنية  للمكنون و المحسوس  والمرئي  لكي لا يتحول الى  الشعر حالة طوبائية  تجريدية  تخضع للذهن  أكثر مما تخضع  للحس  البصري  اي لا يتحول  الشعر  الى نزعة عقلانية  بدل   ان يكون حالة تنورية  للمشاعر  الحسية  المعنوية . أي أن  الشعر هو حالة أستبصار أنفعالي وحس  بصري أدراكي ، يكون هو المنطلق للفكرة ،التي تكون  الرؤيا  ضمن  النسق  النفسي  المتكون داخل  الذات  الواعيه للغة والمعاني  التي عن طريقها يوصل بها الحس الوجداني كصوت  داخلي معبر عن  جوهر التأثير  الفردي أو الجمعي ، ضمن علاقات  الوجود الإنساني ضمن محددات لغوية تمثل   الوعي الأدراكي  الأنفعالي الخارجة من  داخل الذات  الى خارجها للتعبير عما هو المدرك  الحسي التنظيري التصوري في التخيل في لحظة وقوع  التأثير الأنفعالي و أنعاكس هذا التاثير على تحريك  المشاعر المتأزمة ضمن  هاجس  الفرد  الشاعر ، وهنا تأتي قدرة الشاعر على المسك بكل هذا ليصوغ جملته  الشعرية ، وطبعا هذا يختلف من شاعر  الى أخر وهذا ما يحدد سمة  الأبداع من غير  الأبداع  . والأبداع هنا ليس التركمات  المعرفية المتأثرة بالقراءات  السابقة  للشاعر أو هي أجترار  المألوف أو المطروح  وكما  قال العالم  الألماني كاهلير الذي قارن بين  الرمز  الصاعد (  التي هي الرموز الخاصةوهي التي تنبثق من  فكر الفنان الخالق بكل جديتها وظرفها دون أن تتبع  أي نموذج سابق )و  الرمز  الهابط : هي  الرموز  منحدرة من واقع سابق وهو واقع محدد نقوم نحن بأنتزارع رمزية منه) . أي أن الشاعر المبدع ليس صدى مكررلكل ما أنتج قبله  بل هو  الذي ينتج  ما هو  خاص به .
أي هناك  فرق بين من يحاول أن يخلق شاعرية من المألوف عن طريق تخطي المألوف للبحث عن أبعاد جديدة فيه ومن مكونات وأرتباطات  غير مألوفة   ,وبين  والأبداع الذي يتخطى  حدود  المألوف ليأتي بكل شيء جديد ،  ولا ينظر الى الخلف إلا من أجل الأستفاده من الأنساق وقراءة  التاريخ ،الذي هو أمتداد  الى الحاضر ، وأنا هنا  لا أقصد الهروب الى الماضي  من أجل أيجاد رموز  الحاضر ، بل أقصد أن يجد  من الحاضر  الرموز  الممتدة من الماضي  لكي يعرف عمق وصول  هذه  الرموز الثقافية ودورها  في تجرد الحاضر من  شفراته  وغاياته التي تنضج  الحاضر كنسق تعبيري عن  حركة   الأشياء وتاريخها المكون من المعنويات  المهيمنة على  الحاضر بحضوره  الحسي البصري ، وفق لسانيات  اللغة الحاضره  بكل ثقلها  المعنوي الشعري ، والشعر كما أكد  عليه فوكو :( أن الشعر هو  الفعالية  النظرية  لعقل الإنسان فقبل أن يتوصل  الإنسان  الى مرحلة تشكيل العموميات صاغ فكرا خاليا  قبل أن يفكر بذهن واضح أدرك  الأشياء بمقدرة مشوشة وقبل أن ينطق  أستطاع أن يغني  وقبل أن يتكلم بنثر أستطاع أن يقول الشعر وقبل أن يستعمل المصطلحات الفنية  أستطاع  الأستعارة وكان  الأستعمال المجازي للكلمات)   
والمكاشفة النقدية  لرؤيوية النص  يجب  أن تحدد  الدلالات  المهيمنة عليه ، لأنها ناتجة  عن الفكرة  التي تحدد  الفعل  اللغوي  كحالة  تعبير  بستمولوجي ضمن ذهنية  الذات  المنتجة للنص سواء على  مستوى  الشعر أو أي جنس أدبي  أخر, لأن التعبير البستمولوجي هو تراكم  الفعل المعرفي النقدي  في  التجربة الشخصية أو المعرفية  للكاتب وهي  تحدد أنواع  الأنفعال  التخيلي وحسب طبيعة وعمق الأرتداد لهذا  التخيل ، وهذا يصاحبه قدرة  الكاتب  على مسك اللغة  المقاربة أو المجاورة  التعبيرية ، حين حدوث أزمة  التصادم بين  المفهوم الشخصي والحدث  الخارجي وكل  هذا يتطور أو يستجيب  حسب  عمق  ازمة الأنفعال  التي  تستنهض الفكر  التخيلي  والذي  بدروه  يحدد  فكرة و نوع  النص المنتج ،ويعتمد كل هذا على منهجية  الذات   وحدود معرفتها  المتربطة  بالوعي  الذاتي وهذا ما يحدد  صدى  النفسي  الأنفعالي لكل جوانب  الآنا  التي تريد أن تعبر  عن فكرتها  وكيفية  التعبير  عنها وفق  الجنس  الأدبي .
وما يفعله  النقد  هو تحليل وفك  الشفرات أو فتح مغاليق  النص  الأدبي وأنساقه من أجل  القبض  على مفاصل  المشهد الأدبي  وعناصره التوظيفية لكل حالات  الذات  الواعية وفق رموزها  لأنها مرتبطة  بعلاقات  بنيوية وظيفية ضمن فضائها المعرفي المنساق  لكل  الحالات  الأنفعالية والتي تتباين حسب ظروف  التي تؤدي  الى ولادة النص  الذي يشكل المضمون والشكل ، والنص  المبدع ،يخضع  لأكثر من تأويل دلالي بأعتباره لا يخضع لمعنى واحد بل قد يكون له عدة معاني وحسب أدراك المتلقي .
وهذا ما يجعل مهمة النقد هي البحث عن كينونية  النص ومدى ما  يطرح  من  أزمة الإنسان في كل أفعاله  النفسية والجوهرية  والفكرية .
ان أبعاد  النقد  عن  البحث عن القصدية أو ما يريد الكاتب أن يقوله وفق أدراكه التصوري في  الحياة ،  يجعل النقد   حالة خالية من البحث عن مدى  تأثير  هذا  الأدب  في حياة الشعوب  إذا  لم يكن فيه القصدية  في المعنى ، الذي يعطي  للحياة  رمزيتها   الخاضعة  ، لحركة  الحياة  والتاريخ  التي تعيشها  الشعوب  ، وفق الزوايا  التعبيرية  المختلفة   لأن  الأدب  يربط بشكل أساسي ما بين  الفرد والعالم الخارجي  لذلك  يجب أن أن نعرف كيفية  تأويله  وتحديده لكي يصبح  هو حالة الوعي الجماعي والجمالي والأخلاقي  للحالة  الأجتماعية  والتاريخية ، لكي يصبح نموذجا أو مشروعا  ثقافيا  وهذا يؤدي بدوره  الى تطور  الإنسان  وتطور  سلوكه  ولغته  التعبيرية  لأن  اللغة هي أداة التعبير في نظام  الكتابة  وفيهمها هو الذي يحدد نوع  المعنى والقصد  في هذه الكتابة ,  وعند عدم  بحث النقد  عن  المعنى  والقصد في  الأدب  يتحول  الى مفاهيم  تراكمية  خالية  من المعنى أو الهدف   أي يتحول  الأدب الى مجموعة من  المقالات  والوثائق  الخالية  من مفهوم أداة  التعبير عن تطلعات  الشعوب  وما  القصدية  التاريخية  فهي تحدد  حجم  النضج  المعرفي التكويني في حياة الإنسان  وفق مراحله  الحياتيه  في   العيش ، و  الأداة الكاشفة عن   أزماته وقلقه أتجاه  الطبيعة  وأسرارها  في التكوين و أزماته  الأجتماعية  والبحث  عن الخيارات الحضارية وفق أزمانها   الحياتية وضمن  الوقائع  التاريخية  المختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق