رغم الحزن الذي عاشته طيلة السنيين الماضيه ورغم كل الظروف التي مر بها البلد من جراء الحصار لكنها كانت تعيش بحبوحة من الطمأنينة والأمان حيث كانت الحقوق التي أستلمتها بعد أن قتل زوجها بحرب الثمان سنوات كفيلة بأن تأمن لقمة العيش لها ولاطفالها الاثنان البنت قد تزوجت وبقي الولد رفيقها عانت من شتى أنواع التعب وسهر الليالي لاسعاده وتوفير فرصة تعلمه وقد نجحت بذلك وكانت سنة سقوط النظام هي سنته الأخيرة بالجامعة وكانت تمني نفسها بان تراه طبيبا لامعاً بين أقرانه وقد شكرت ربها لإتمام نعمته عليها وبعد أن هدأت حالة البلد عاد لإكمال سنته الاخيره وقد أتمها بنجاح فائق ... وتم تحديد يوم حفل التخرج وعدت العدة لكي يكون هذا اليوم يوم نصر وافتخار يفوق كل انتصارات الأبطال على مدى التاريخ لانها كانت تعيش حرب مع ذاتها وعقبات الحياة وقسوتها وإذا بها تنال وسام النصر ...وفي الليلة التي تسبق الاحتفال سهرا الاثنان يمنيان نفسهما ويحلمان بكل ما هو جميل والابن البار يعدها بتحقيق كل ما حلمت به ... وتأتي لحظات التتويج ويصعد منصة الاحتفال ويستلم شهادة تخرجه وفي طريق عودتهما وفي غفلة من الزمن تتعالى أصوات انفجار غادر وتسقط الضحايا وتسيل الدماء البريئة ويسقط الطبيب الحلم مسجى بدمه وتتمسك الأم باشلاء من بقايا جسده الغض وتصل فرق الإنقاذ لكنه فارق الحياة فترافقه إلى حيث تنقل الجثامين وهناك يسال موظف الإحصاء عن اسم صاحب الجثه فتجيب ...:-
الاسم حلم منتظر .
تاريخ الولاده ساعة التخرج
تاريخ الوفاة ساعة بعد تحقيق الحلم .
سبب الوفاة أحلام الفقراء .
مكان الوفاة وطن يحكمه الجهلاء.
وبعد أن تدلي بجميع المعلومات تفارق الحياة لتعلن أنه لاحياة بعد أن تقتل الأحلام ......؟
امير البصري
اوتاوا كندا
--
Sent from Gmail Mobile
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق