قوله عز من قائل :
( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[البقرة: 237
ضمن معالجالته النفسية لما ينتاب حياتنا الاجتماعية وتحديدا علاقاتنا الزوجية ..الاية الكريمة لها قصد مباشر يتعلق بحقوق المرأة المطلقة المادية المترتبة بذمة الزوج ولحساسية العلاقة المتوترة الذي تعقب انهاء تلك العلاقة فإن كل طرف سيتمسك عنادا او ثأرا من كرامته خصوصا مع عناد مقابل من الطرف الآخر في اغلب الاحيان بكل تلك الحقوق مما يخلق علاقة متوترة وقد تصل الى العدائية ..
الآية الكريمة وحفاظا على اجواء العلاقة الانسانية ارادت ان تصرف النظر بعيدا وعاليا الى مكارم الاخلاق والتسامي على الصغائر ..ان يتذكروا الفضل بينهم فهما كان فقد كانت بينهما علاقة وعشرة وحياة لم يقدر الله لها الاستمرار ولكنها ليست نهاية المطاف فرب فشلها يهيأ لكليهما البدء في حياة جديدة اكثر نضجا ونجاحا ..
واذا كان هذا الهدف القريب فإن للاية الكريمة هدفا بعيدا هدف عام فالفضل يجب ان يحفظ ولا ينسى مع كل احد في الاخوة والصداقة والرفقة ومع الخادم والسائق مع زميل العمل ومع كل من تربطنا به علاقة اجتماعية
اما الفضل الذي يجب الا ينسى
فهو التنازل عن حقوق لنا بعد تثبيتها في ذمة الطرف الاخر التنازل تفضلا وتكرما ويفترض ان يقابل هذا المعروف بعرفان وقبول حسن من الطرف المتنازل له .. ولكن ماذا لو فهم الطرف الثاني هذا الكرم والتفضل ضعفا ؟؟
للاسف الشديد فإننا وبفعل ثقافتنا الدينية المحدودة وحضور الأنا فإننا نتعامل مع الآخر ونتعامل بردود الافعال فيما ثقافة القرآن ثقافة ارتقاء وسمو تريد منا نتعامل مع ربنا ورب هذا الآخر فما نتنازل له تفضلا هو رصيد لأجر آخروي في يوم لا بيع ولا خلال وفوق كل ذلك بما لا يحصى سيكون في عين الله ومحل عنايته ورضاه
فلا ننسى الفضل بيننا في مال او خلق في كلمة او ابتسامة في موقف او ذكرى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق