أبحث عن موضوع

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

سامر والتوبة (قصة قصيرة ).............. بقلم : وسام السقا // العراق




ملابس نظيفة، حذاء ملمع، شعر رأس مصفوف ومرتب، وحقيبة مدرسية تعلق على الكتف هكذا يخرج من البيت سامر صباح كل يوم للذهاب إلى المدرسة. يعود بشعر منكوش هندام متسخة وفي أحيان ممزقة، والأكثر من ذلك نتائجه المدرسية أكثر من نصفها علم عليها بقلم احمر. يتخاصم مع أصدقائه، يضرب الحيوانات التي يراها في الطريق، لا يبالي لشيء. في احد الأيام وأثناء عودته من المدرسة رأى بيوت صغيرة لتربية النحل في حقل محاط بأشجار وزهور بألوان وأشكال زاهية فقرر سامر الحصول على بعض العسل، قفز من فوق السياج وتسلل حتى وصل بيوت النحل رفع غطاء احد البيوت ليأخذ العسل ولم يكن يعلم بأن هناك ملابس خاصة لجني العسل فظهرت أمامه أعداد هائلة من النحل!! ارتبك، فرمى الغطاء ولم يتمكن من اخذ الحقيبة التي رماها على الأرض، هرب مسرعا لكن النحل لم يتركه، قامت أسراب منه بهجوم ولسعات من ابر في ذنبها، وسامر يركض ويطلب المساعدة وهو يتألم ولم يرغب أحد بمساعدته لأنه شرير، حتى وصل الدار ودخل واقفل الباب خلفه وهو يصرخ من شدة الألم. أسرعت به أمه إلى المستشفى للعلاج فكان جسمه مملوء بلسعات النحل، وأسرع الأطباء لمساعدته على الشفاء، وبعدما قضى سامر أربعة أيام في المستشفى خرج نادما على ما فعله من أعمال شريرة، فكان هذا درساً قاسياً له وقرر أن يصبح إنسان جديد يترك الشر والعبث ويحمل الحب والمساعدة. فالحب هو السلاح الذي يصنع المعجزات ولولا الحب لأصبح العالم في ظلام هكذا قالت له آمه، وبدأ سامر مشوار جديد اعتذر للجميع عما فعله سابقا، وكل صباح يخرج سامر الى حديقة الدار ليسقي الأشجار والزهور فرحا بحياته الجديدة، وبعدها يحمل حقيبته  ويذهب إلى المدرسة بنشاط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق