سردية من الواقع ..
أكتب ماأراه ..
منذ مقتل زوجها التفتت لتربية اولادها الاربعة ، احمد ورقية وحسن وحسين ، تجلس كل صباح في ساعات الفجر الأولى تصلي ثم تعلف بقراتها وتسقيهن الماء ثم بعد ذلك تخرج بما عملته من جبنة وقيمر وحليب ولبن لتبيعه متجولة تجوب الشوارع والازقة ، تطرق الابواب وتعزف كل بيت ماذا يريدون اهله .. ينتهي البيع عند الثانية ظهرا من كل يوم ، طيلة سنين ترملها لم تغب يوما عن عملها .. ترجع بعد ذلك تحضر الغداء والعشاء لاولادها الثلاثة لان احمد قد تطوع في الحشد الشعبي لمحاربة الإرهاب ولاياتي الا قليلا .. وفي المغرب تبدأ بتحضير الحليب من حلب البقرات وتعمل لتحضير متطلبات عمل الغد .. في هذا اليوم لم تأتي ام احمد وتطرق بابي كالعادة انتظرناها ولم تأتي ..
في اليوم التالي جاءت وتعذرت عن غيابها فسألتها خيرا عسى غيابك خير .. تنهدت وقالت ان ولدي حسن بدأ لايقرأ فذهبت للسادة ليعملوا لي حرزا وذهبت وشرحت للسيد عن حالة ابني حسن فتتم بآيات وكتب لي حرزا وابى الا ان اعطيه مقابله خمسون الف دينار.. وكان مستعجلا لان المراجعين كثر .ودفعت المبلغ ..
سألتها .. وماذا فعل لك الحرز.
قالت .. ولدي اليوم بدأ يقرأ !!!
ام احمد ماهي شهادات أولادك سألتها ؟
قالت لي احمد اول متوسط ورقية سادس ابتدائي وحسن الان في السادس الابتدائي وحسين في الصف الرابع ..
حقا إن هذه الأم رائعة رغم جهلها لكثير من الأمور.
أخذت منها اللبن ودفعت لها مبلغ الحرز لأن هذه المرأة على نياتها وتستحق الرعاية لا الابتزاز ..
توارت عن الأنظار ام احمد وتبادر في ذهني سؤال.. كم هو وارد هذا السيد او الشيخ من الحروز يومياً ؟؟؟
وهل سيرشح نفسه للأنتخابات القادمة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق