يطوف الليل فوق المدينة التي دفنت كامل أضوائها.... يفتش عن الحارات التي كانت تأويه..... يهطل المطر كثيفاً، يصاحبه صوت الرعد اللامسموع من جرّاء آهات الثكالى...... يعانق صوت المدافع والقذائف أبراج السماء التي ودّعت القمر منذ أعوام..... أما أنا فأتكوّر في زاوية السرير وأغرق في بحر من الدموع المالحة...... أسبّح بمسبحة الذكريات حتى أطرد أشباح النوم الجهنّمية التي تهاجمني كل ليلة.
الخامسة فجراً...... صوت الآذان يجعل القشعريرة تسري في بدني......أتوضأ بهمومي التي هتكوا حجابها.... أمسح على أطرافي المبتورة.... أصلّي بثوب أبيض.....تصلّي معي دمشق بثوبها القرمزي.....أسجد..... أتوقف عن البكاء وأتحوّل كتلة من جليد لا تدرك فنّ التواصل مع الإله...... أرفع بصري نحو المجهول...... لا أرى سوى الثرى الذي عانق ابتسامة من كان من أهلي...... أسمع أصواتاً في الخارج..... أجرّ نفسي لأنظر من نافذة مشرّعة للريح ..... فتاة في العشرين من العمر عائدةٌ من عملها في مقهىً ليلي..... يقابلها جارنا الذي التحق حديثاً بجماعة داعش..... هوَذا يرشدها الى طريق التوبة عسى أن يدخل بها الجنّة!!!
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق