من هناك من طلل يتمشّى في أزقّة المساء ، يمسح فوق رؤوس الجذوع الخاوية ،عيناه الكبيرتان بحيرة بجع تهفهفها الريح ، لقد لامست روحي عذوبةُ صوتها الهادر ، كانت ريّانة ، كانت أغنية .
لقد قالت لي أنّ الطرقات ، و الشبابيك ، و تلك الشجرة المصفرّة ، ، أساور مؤجّلة ، لقد حدّثتني بهمس ، أجل ، جزر الزمن متخمة بالطيور ، كانت النوارس مبهجة ، من الغريب ان لونها الأزرق ما عاد ينشد كالسابق . ما عدت أجيد السفر برّا ، لا أريد فرصة ثانية ، أيها الفضاء الفسيح خذني اليك .
خذني اليك ، يا صديقي ، يداك ناعمتان كالبحيرة ، كالجبنة ، أنت يا مرآة الفقراء ، و ألوانهم الزاهية ، لقد رأيتهم بعينيّ هاتين ، كانوا يستحمّون تحت الشمس ، نعم يالقلبها القاسي ، يا لعينيها المغمضتين . تلك ، أيامنا الغارقة في السكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق