قصيدة وشاعر 3/ البعض يعد قصيدة النثر ليست شعرا بل هي (نص تعبيري) بينما انا ارى في قصائد الشاعر حسين المخزومي شعرا يخلق لدي احساس جميل لا يمكن ان يوجده الا الشعر ،فهناك بالاضافة الى الصور الشعرية والايقاع الذي يخلقه المعنى وليس اللفظ هناك الصدق في التعبير وجمالية روح الشاعر.
) ,,,,,,,,,,نزف
لم يبقى دم أنزفه
نزفت كل دمائي
مذ كان الجرح في نية السكين !!
يستمر الشاعر في عتابه الحزين المجروح النازف ويطلب بأيقاف جريان الدم فلم يبقى في الجسد متسع ،ولأن النية عمل فأن النزيف كان في مخطط اداة الجريمة وكان الجرح قديما في اعماق التاريخ
- في اكثر من مقطع يحاول الشاعر ان يبعثر كلماته وكأنه يطشرها فوق رؤوس قراءه ويطلب منهم ترتيبها حسب فهمهم الخاص
),,,,,,,,,,شروق معتم
هناك شمس سوداء ،تشرق في الليل..هذا ما لم
أقرأه في الكتب
لذا كتب حتى ’’ أقراءه
- هاجس الشعر هو الحرمان المؤجل ،هو يستبق الزمن لا يتكلم فقط عن الماضي وانتكاساته عاطفيا وانسانيا ،خاصا وعاما،مع ما يعانيه البلد من جروح ومآسي تجعل الفرح والتفاؤل خطيئة
),,,,,,,,,,,,,تسكع
لم يكن للدروب معنى ,, لو لا المجيء
ولا للحقائب جدوى.. لو لا الرحيل
سأتسكع في ذاكرة الدروب حقائبا
حتى تلهث المسافات تحت خطوتي
- هناك الاختزال يستخدمه المخزومي حينما تكون الكلمات غير قادرة على الافصاح فيكتفي بما قل ودل
),,,,,,,,غيمة
ثلاثون سماء وأنا انتظر ظل غيمة
- الانتظار ليس للحبيب والمطر والامان وايقاف العنف وانتظار المنقذ ،بل هو هم كبير بالنسبة لشاعرنا بهويته العراقية ،فهو ينتظر بزوغ الحقيقة من خلال ما يكتب او لعله يلمح ظلها من الثقوب
),,,,,,,,,,حقيقة
أثقب عالمي بقلمي
وأرى الحقيقة من وراء الثقوب
- الشاعر يرى في النفط نقمة وليست نعمة ،لذلك يلوم بلده لأنه غنيا ،يطمع فيه الاعداء ويكثر به السراق ،وينتشر فيه الفساد بينما نفوس ابناءه قد اصابها الصدأ لأنها لا تمتع كفاية بموارد ومزايا النفط
),,,,,,صدأ
نحن أرض النفط
لكن يملأنا الصدأ
- طالما يعتقد الشعراء بعدم جدوى الكتابة ،اما لندرة القراء او انعدام الاستجابة ،ويرى الشاعر بأنه قد اصيب بدوار وكأنه قد ثملا من كثرة ما أستهلك من الاحبار في كتابة القصائد
),,,,,,,,,ثمالة
أكتب وما أعرف ما أكتب
كان قلمي بحبره سكر
- صور شعرية عديدة يدسها الينا المخزومي تاركا لخيال المتلقي ان يلتقط معانيها بأحساسه
),,,,,,,,,أبتسامة
الهلال .. أبتسامة الليل
- الشاعر برغم من عشقه للحياة لكن الموت يحتضن مدينته بغداد ،واحيانا يخطف الموت بعض أصدقائه وفي هذا الغياب المفاجئ وبدون سبب احيانا يفقد الشاعر توازنه ليرى
),,,,,,,,,,موت
متنا .قبل أن يستر الخبز عورة
الجوع .. وقبل أن تبلغ الرصاصة
سن الموت
- بعد ان يرفع الشاعر خيمة الانتظار في شذراته الاخيرة قبل ان ينهي قصيدته كما بداها بلا علامات ورموز فهو يعود الينا بمسحة الحزن التي لا تجعل من لقاءه بمن يريد مثل السراب
),,,,,,,,,,أحساس
أحسست أن لقاءنا
مشروع ذكرى
صدق أحساسي
العقيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق