مجهولية الحياة في وطن مفخخ بالأوهام
قراءةنقدية لنص (أرخيته ) للشاعرة أيسر الصندوق
ارخيته
عذراً أيُّها الصباحَ
الآنَ يبحثٌ ظلُهم
ما بينَ غيابٍ وغيابٍ
عندَ أبوابِ العتباتِ
الراحلةُ
عندَ أدنى شكٍ
بأسئلةٍ دونَ جوابٍ
أيُّها الصباحُ
وحدُكَ تهبطُ
تلملمُ أولَ النهارِ
تحملُ ظلَهم المنزوي اليوم
منذُ مساءِ الأمسِ
منذُ يومِهم الأخير
ترافقُ عتباتَ مقهى
لا يتسعُ لهم
ولا حتى
لساعاتِهم الأخرُ
حين أنتهى زحامُهم
عجَ برائحةِ الصمتِ
بأوهامِ الانتظارِ
نسجتْ نظراتَهم ضحكاتٍ
أم أشباه الضحكاتِ
ونبضاتُ
من خللِ الدخانِ
تنبثُ أعماراً
توهمُهم بسنين اخر
لا وقتَ لهم
لا وقتَ لدينا الآنَ سوى
ما بينَ صباحٍ وصباحٍ
بقايا نهارٍ
حين يحدث التقارب ما بين الذات والمكان تتحقق مشهدية التصور الذهني لرمزية ذلك المكان لأن التقارب ما هو إلا فعل التناظر مابين الذات ورمزها الباطنية و رموز مشهدية ذلك المكان ونجد هنا الشاعرة أيسر صندوق أستطاعت أن تعطي ذلك المكان الرموز التي تفك شفرة الحدث المكاني لكي ترتقي بعنونة الأيحاء المنجذب من خلال هذا التناظر الذي يحدث ويسبب الفعل المتغير في جوهرية الحدث , وما أرخيته إلا مكان حدث فيه ما يغيب الإنسان وفق فعل الأخر الأجرامي في التفجير لناس ليس لهم علاقة بما يحدث في البلاد أو من يريد أن يحقق من أهدافه الوهمية وأنما الذي جعلهم ضمن هذا الحدث هو الزمن الموقت لحدوث هذا الفعل , والشاعرة أستطاعت أن تعيد ترتيب الأيحاء الأستعاري للمكان خارج نسق المباشرة وبنفس الوقت أمتلكت القدرة على البقاء ضمن هذا الحدث برموز حياتية مقاربة لفعل الحدث بشكل متنامي وصار النص كبنية مشهدية مكثفة في طرح الحدث وفق نسق متعدد الأصوات ذات الأبعاد المتداخله ما بين الزمن والمكان ...
عذراً أيُّها الصباحَ
الآنَ يبحثٌ ظلُهم
ما بينَ غيابٍ وغيابٍ
عندَ أبوابِ العتباتِ
الراحلةُ
عندَ أدنى شكٍ
بأسئلةٍ دونَ جوابٍ
أيُّها الصباحُ
وحدُكَ تهبطُ
تلملمُ أولَ النهارِ
تحملُ ظلَهم المنزوي اليوم
نلاحظ هنا أن الشاعرة تؤكد على الزمن والتسلسل الموقت في فعل الحدث الزمني لأحداث الفعل المشهد الدامي , وهنا الشاعرة أعطت الزمن الفعل في تركيب الأحداث ضمن المكان حيث جاء الصباح وما يمثل هذا الصباح من أشراقة يوم جديد ولكن ما حدث عكس كل هذا وتحول الصباح الى فعل الغياب في الغياب (عذراً أيُّها الصباحَ /الآنَ يبحثٌ ظلُهم /ما بينَ غيابٍ وغيابٍ /عندَ أبوابِ العتباتِ / الراحلة )واصبح الصباح تأكيد الظل على غيابهم أي أن الصباح تحول من حياة جديدة وأمل جديد الى زمن الغياب و بقيت عتباتهم عند أبواب الرحيل نحو المجهول حيث الأسئلة دون جواب وهنا هو تاكيد على عبث الأزمان في تحديد مصير الإنسان وكأن الصدفة هي قاموس الحدث العبثي في تحديد وقع الحدث وأن الإنسان هو المصير المجهول في شوارع وطن تفخخ بكل شظايا الموت , والشاعرة تلغي كل فواصل الزمن حيث يبقى الصباح هو الصباح وكأن الزمن لا يمر إلا من عتبات ظلهم المنزوي وكأن رحليهم هو المصير المتوقف من المجهول (عندَ أدنى شكٍ /بأسئلةٍ دونَ جوابٍ /أيُّها الصباحُ /وحدُكَ تهبطُ /تلملمُ أولَ النهارِ / تحملُ ظلَهم المنزوي اليوم ) وكأن الزمن في تلك الشوارع ما هو إلا المجهول بعبثية الصدفة ووجودهم في ذلك المكان .
منذُ مساءِ الأمسِ
منذُ يومِهم الأخير
ترافقُ عتباتَ مقهى
لا يتسعُ لهم
ولا حتى
لساعاتِهم الأخرُ
حين أنتهى زحامُهم
عجَ برائحةِ الصمتِ
بأوهامِ الانتظارِ
نسجتْ نظراتَهم ضحكاتٍ
أم أشباه الضحكاتِ
ونبضاتُ
من خللِ الدخانِ
وهنا تؤكد الشاعرة أن المصير المجهول الذي يؤدي بهم الى ذلك المكان و أن المصيرهو حالة مبيته في قدرية الإنسان حيث أن الأمس ما هو إلا اليوم الأخير في يومهم القادم لأنها كانت تتوجس من هذه الأحداث (منذُ مساءِ الأمسِ /منذُ يومِهم الأخير /ترافقُ عتباتَ مقهى /لا يتسعُ لهم /ولا حتى /لساعاتِهم الأخرُ /حين أنتهى زحامُهم /عجَ برائحةِ الصمتِ / بأوهامِ الانتظارِ ) وكأن الزمن ينتظرهم بهذا الحدث وهو لا يعلمون عن مصيرهم شيئا لا يمتلكون إلا الزحمة على عتبات المقهى وكأنهم ودون أن يعلموا أن تزاحمهم إلا المصير المحتوم بالموت والغياب وكأنهم يتعجلون هذا المصير دون أن يعلموا , والشاعرة أستطاعت أن تعطي النص مشهدية الحياة ومصيرها وفق أحداث الزمنكانية التي تسوق المصير الذي يعج برائحة الصمت والموت وكأنهم كانوا يضحكون على هذا المصير لكن دون علم بما كان ينتظرهم والشاعرة أعطت الى خلل الدخان المصير الغير معلوم الذي لا يدركه الإنسان وهو لا يفكر إلا بالحياة والضحكات والنبض بهذه الحياة (نسجتْ نظراتَهم ضحكاتٍ /أم أشباه الضحكاتِ /ونبضاتُ /من خللِ الدخانِ )و الشاعرة اعطت المضمور وغائب في حتمة الحياة وتقاسمها مع الموت وفق التأويل الدلالي وفق نسق تنمامي الحدث الغير معلوم في الحياة وكأنها تحاول أن تكتشف الزمن وفق الحضور المغيب والمضمور في حياتنا .
تنبثُ أعماراً
توهمُهم بسنين اخر
لا وقتَ لهم
لا وقتَ لدينا الآنَ سوى
ما بينَ صباحٍ وصباحٍ
بقايا نهارٍ
أن الحلم ما هو إلا الوهم الذي لا يوصيل الى حقيقة الحياة المجهولة في الوطن وقد تحلم بسنين أخرى من العمر لتصل ما تريد من الحياة لكن المصير محتم عليك أن لا تحلم كثيرا لأن كل شيء لا يعيش إلا وفق النسق المجهول . . والدلالة عند الشاعرة ما هي إلا رموز تتكاثف لتعطي المعنى ضمن الصورة البصرية في مشهدية الحدث المتصاعد بغرائبية ما يحدث في الوطن من قتل الناس الأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يحتفلون بالحياة على طريقتهم الخاصة والشاعرة هنا تكون الصورة المشهدية وفق التوجس والأحساس المسبق بالحدث معتمدة على طاقة التخيل أي أنها لا تكون المشهدية الحسية بل المشهدية البصرية وفق طاقة التخيل عندها من أجل أن تحقق التأويل الدلالي وفق باطنبة الفكرة المكونة للنص , وهنا في هذا المقطع لا يوحي إلا بتوقف الزمن (تنبثُ أعماراً /توهمُهم بسنين اخر /لا وقتَ لهم /لا وقتَ لدينا الآنَ سوى /ما بينَ صباحٍ وصباحٍ /بقايا نهارٍ) حيث بين الصباح والصباح ما هو إلا بقايا نهار وكأن الظلام هو المسيطر على الصباحات المتوقفة عن الحياة بسبب الموت المتربص بها . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق