بين ليلةٍ وضحاها
قررَ الغيمُ أن يهبطَ فوق البحارِ
ليبعدَ شرَّ المطر
الأعذاقُ تعانقُ الأطفالَ
لتكفَ شرَّ الحجارة ،
تجوبُ العيونُ
شغافَ القلوبِ
لتكشفَ سرَّ الهوى
الذي ينتمي لآخر مسافةٍ من العمر .
كي لا تنحرفُ القصيدةُ
عن مسارِها
وتذهبُ في أدراجِ الدواوين
قررت مغادرةَ الأقلامِ
وتغلق أبوابها بأغلفةِ المغاليق ،
ثمَّ تدبُ على مهلٍ
في أوردةِ الغزلِ
كحقنةِ ( مورفين ).
ينزلُ النشيدُ خجلاً
من ساريةِ الغروبِ
أثناءَ تنزيل العلمِ
في يومِ الحدادِ
لأنّ الجسدَ يلتحفُ الألوانَ الأربعة
يتوسدُ البكاءَ
بلا خوفٍ ولا حسد
تهبطُ ذكرياتُ أمٍ
على قماطِ ابنِّها الأخير
كرسالةِ نبيٍ
تستجدي قوةَ الحليبِ المتدفّق
من نهدِها المتصّلبِ
بمواقفِ الجفافِ.
يهبُّ عليكَ العزمُ
كالغيثِ إذا نزلَ بلا عفةٍ وادراك
يتساوى في غيّهِ اليابسُ والماء
في تلك الليلةِ
ساعة ألقاء ذراتِ المعنى
على أحداقِ النجوم
هربت ولم يبقَ إلا التراب
يقطنُ على حواجبِ الضياء.
يا قمراً
متى تدرك أنّ النّهارَ
لا ينفع
في دروبٍ تسترعي انتباهَ الرمالِ ،
كبدُ السماءِ لا يشبعِ
من دماءِ الطلقاء
عندما ينبطحُ الظلّ فوقَ الغصونِ .
على أسوارِ البستانِ
سعفٌ يتدلل
كشعرِ غجريةٍ تمازحُ الرّيحَ والطبول
ويناغي الغرورَ على جذعٍ يعاني الضمور
ربما يمرّ بلبلٌ تائهٌ من الفضاء
لقضاء ليلةٍ فيها ضوءٌ يرقصُ
وقمرٌ يغني .
هيا بنا
نعاينُ الخوابيَ
على أكتافِ النسوان
فيها أنواعُ الخلايا
يفيضُ من جوانبها العسل
لقد تيقنت أخيراً
أن الرفاةَ ستعود…
البصرة /٣١-١--٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق