أبحث عن موضوع

السبت، 10 فبراير 2018

يَهَمُوتٌ لِيُونُس ................... بقلم : كاظم هادي الربيعي // العراق



تَوضَّأْ لِيومِكَ وأنتَظِرْ !! ....

........... كانَتْ هَمَسات نايٍ حالمٍ على شَاطىء بَحرِ الذُنُوب على مسافةِ إغفاءةِ ضَمِير تَطأُ الأسماعَ شآبيبُ هَمْسِهِ الدّافِقِ تُلَمْلِمُ مَرايا سماءِ بحرهِ المتعكّرِ بحباتِ رَملهِ المَجْذُوب ، يَغُوصُ وهَمسُه يَسبِرُ غَورَ مُدنِهِ البَعيدةِ حَيثُ حِكمَةُ صَمْتِ المَحّارِ القابعِ على تِلالِ الجَثامِينِ تَلفُظُه كَحبّةِ رَملٍ مُنكَسرِةِ الضوءِ لَمْ يبْقَ غَيرُ شِغافَ القَلبِ تُغازِلُه مُتسائلةً
- يُونُس !! أ لَمْ تهتدِ لسرِّ لؤلؤي المَكنُون ؟! أ لَمْ تعِ قيمةَ حبّاتِ رَمْلِكَ المَرهُون ؟!
- يُونُس !! أِسمَعْ صَدَى مُوجِكَ الغارِقِ في مَرمَى الفِتَن أَنْ حَيِّ عَلى الحَياةِ ولا تَكُن (قُوتَ المِحَن)* وكَفِّرْ صَلاةَ بحرِكَ الماجِنِ فقد أفَل ورتّلْ وذرّاتُ مائِه آياتُ التجديدِ علّها تَنسِجُ مِنكَ طيفاً لأمل، وأهجُرْ قَوانينَ التَفضيلِ وأنبُذِ الدّمعَ خِلافاً وخَجل ، فَدمعُكَ أغلَى وعُذرُكَ أرخَص ، صَلاتُك أغلَى ومَسجِدُك أرخَص ، حَياتُك أغلَى والمَوتُ فِيها ولا أرخَص ، وقَبْلَ وُضُوءُ المُوتِ تَلَوحُ حَياةٌ في ظِلِّ يَهَمُوتٍ* ،
حياةٌ ليسَ مِلؤها المَهاجِعَ والمَضاجِعَ فالكلُّ فيها أَلِفَ وَغزاً في المَواجِع ، علّهُ مأمورٌ لإفتِراسِك ؟! جَهِلٌ لَمْ يُدرِكْ شَأنَ باسِك و لَمْ يعِ مَعنىً لِسطوةِ أنفاسِك ، فإلْتَبِنْ الحَياةَ من جَوفِ الحُوت أو تَلَحَّدْ بِطانَتَهُ فَنكتُبَهُ لكَ شَاهِداً !! أو يَهَمُوتاً ليُونُس .
____________________________


*(قوت المحن) - عبارة ومغزى في قصيدة بعنوان- الدولة الباقية - من ديوان شاعر العراق الثائر أحمد مطر

*يهموت - أسم من أساطير أسماء الحوت ورد ذكره في مقدمة إبن خلدون

هناك تعليق واحد:

  1. الإستاذ الفاضل كاظم هادي يتمتع بذائقة كلامية والقدرة على رسم الصورة بالكلمات ليتقد ذهن المتلقي في التفسير وإعادة رسم الكلمات

    ردحذف